في تعليمه, ثم يصادف الزبرقاش تمساحاً فيبلعه إلى نصفه, ويظهر الرِّخم - للبحث عنه لأنه صاحبه - فيتناشدان الأزجال, ثمّ يحضر له بربريين يساومهما على إخراجه من فم التمساح فيشرعان في ذلك, فيلتهم التمساح أحدهما, ويبقى الآخر يبكي صاحبه, وقبل ذلك تكون زوجة الزبرقاش حضرت بولده وأخذت في البكاء عليه ثمّ يظهر مغربيّان - فينهيان المشكّل بأن يصيد التمساح, ويخرجا الزبرقاش والبربري, وتنتهي اللعبة. ولهذه اللعبة قيمة عند عشاق الخيال والمشتغلين به لقدم عهدها وجزالة ما يقال فيها من الأزجال في تحاور شخوصها.
(٣) لعبة أبي جعفر: تحتوي على نحوي خمسين قطعة أهمها جميعاً شخصان, شخص طويل وهو أبو جعفر ويلقب بـ: «عَمْرُوس» وآخر قصير وهو «القِبْس ويلقب بـ «زعْرُب» وهما عدوان يكيد كل واحد منهما للآخر وتقع بينهما منازعات إلى أن يقتل الإبْس أبا جعفر, فيصنعون له جنازة كما يفعل بمصر فيها الكفارة والقراء. وللمقدم والرِّخم فيها ألعاب, وتنشد فيها أزجال جميلة.
(٤) لعبة الشوني - أي: المركب. فيها من الشخوص الريّس وشولح, وهو النّوتي, وخمسة ركاب: فلاح اسمه الكتاتني, وابن النِّتن, وزوجته خْمرانة, وثلاثة أشخاص: تركي يقال له «الجندي» , وبربري, ومغربي.
فتبدأ اللعبة بصورة المركب وغناء الملاحين بها, وينشد شولح النوتي زجلاً طويلا ثم يحضر الركاب واحداً فواحداً بالشاطئ, الآخر يطلبون الركوب, فيأمر الريس شولحْا بحملهم, فيحملهم الواحد بعد الآخر سباحة, وكلما انتهى من واحد ظهر الآخر على الشاطئ, وتكون لهم مع الريس وشولح محاورات مضحكة يتكلمون فيها بلهجاتهم المعروفة. فالفلاح وزوجته ينطقان كما ينطق أهل الريف, والجندي يرتضخ لكنه أعجمية,