(ومد النهر) (١) يمد بفتح الياء، وكسر الميم، ومصدره مد: إذا زاد ماؤه، وهذا فعل لازم، والنهر ماد. (ومده نهر آخر)، إذا جرى فيه ماؤه وزاده وكثره وقواه. قال العجاج (٢):

سيل قري مده قري

فهو يمده بضم الميم، مدا، وهو ممدود. ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (٣).

(وامددت الجيش بمدد) بالألف، أمده إمدادا، وأنا ممد بكسر الميم الثانية، والجيش ممد بفتحها: أي زدت فيه قوما آخرين لم

(١) معاني القرآن للأخفش ١/ ٤٧، وفعل وأفعل للأصمعي ٤٧٣، ٥٠٢، ومجالس ثعلب ١/ ٩٨، والأفعال للسرقسطي ٤/ ١٤٦، ١٤٧، والعين ٨/ ١٦، ١٨، والمحيط ٩/ ٢٧٢، ٢٧٣، والتهذيب ١٤/ ٨٤، والصحاح ٢/ ٥٣٧، والمقاييس ٥/ ٢٦٩، ٥٣٨ (مدد). وفي الجمهرة (مدد) ١/ ١١٤: "مد النهر، وأد أجازهما قوم".
(٢) ديوانه ١/ ٤٩٧ برواية: "ماء قري" والقري: المسيل. عن شرح الديوان.
والعجاج هو: أبو الشعثاء عبد الله بن رؤبة بن صخر السعدي التميمي، راجز مجيد، فصيح، أدؤك الجاهلية والإسلام، أسلم وعاش إلى أيام الوليد بن عبد الملك، كان لا يهجو أحدا، وهو أبو رؤبة الراجز المشهور. توفي نحو سنة ٩٠ هـ.
جمهرة النسب ٢٤٥، والشعر والشعراء ٢/ ٤٩٣، والموشح ٢٧٥، وخزانة الأدب ١/ ٨٩.
(٣) سورة لقمان ٢٧. "والبحر" بالنصب، قراءة أبي عمر وحده، وقراءة الباقين بالرفع. ينظر: السبعة ٥١٣، والحجة لأبي علي ٥/ ٤٥٧.