النسخ الصحيحة إلى خزانة كتبه عناية عظيمة، حتى أنه أوفد إلى بغداد من يصحح له كتاب التذكرة على أبي علي نفسه (١).

ولم تقتصر همة السلاطين والوزراء على تشجيع العلم والعلماء وبناء والمدارس وإنشاء المكتبات، بل كان بعضهم عالما بنفسه، فمن سلاطين ابن بويه اشتهر منهم غير واحد بالعلم والأدب، وأشهرهم في ذلك عضد الدولة البويهي (ت (٣٧٢) هـ) فقد كان شغوفا بالعلم، محبا للعلماء، مشاركا في عدة فنون من الأدب، وكان يحث العلماء على الاشتغال بالعلم وتأليف الكتب، وصنف له أبو علي الفارسي كتاب الإيضاح والتكملة، وقصده فحول الشعراء كالمتنبي والسلامي وغيرهما (٢).

وكان الصاحب بن عباد المتقدم ذكره وزيرا لمؤيد الدولة البويهي، وكان شاعرا عالما كاتبا، وكان يجتمع عنده من العلماء والشعراء ما لم يجتمع عند أحد غيره (٣).

وفي هذا العصر نشطت الدراسات ذات الصلة بالعقيدة وأصول الدين، والدراسات التي تدور حول القرآن الكريم، والحديث الشريف وما يتصل بهما من علوم، والفقه وأصوله.

(١) المصدر السابق ٢/ ٨١٥.
(٢) وفيات الأعيان ٤/ ٥٠ - ٥٣.
(٣) يتيمة الدهر ٣/ ٢٢٥، ووفيات الأعيان ١/ ٢٢٨ - ٢٢٩.