وقوله جل وعز: ما لَها مِنْ فَواقٍ
«١» ، أي: من تلك الصيحة أصابتهم يوم بدر، فلم يُفيقوا إفاقةً، ولا فواقاً. وكل مغشي عليه، أو سكران إذا انجلى عنه ذلك، قيل: أفاق واستفاق. والأفاويق: ما اجتمع من الماء في السحاب، قال الكميت: «٢»
فباتت تثج أفاويقَها ... سجال النطاف عليه غزارا
والفُوق: مشق رأس السهم حيث يقع الوتر، وحرفاه: زنمتاه، وهذيل تسمي الزنمتين: الفُوقَيْنِ، قال شاعرهم: «٣»
كأن النصل والفُوقَيْنِ منه ... خلال الرأس سيط به هشيح
ولو أراد بهذا: الفوق بعينه لما ثناه، ولكنه أراد حرفيه. وسهم أَفْيَقُ، وأَفُوَقُ، إذا كان في الفُوقِ، في إحدى زنمتيه ميل أو انكسار، وفعله: الفَوَقُ قال: «٤»
كسر من عينيه تقويم الفُوَقْ
والفاقةُ: الحاجة، ولا فعل لها. والفاقُ: الجفنة المملوءة طعاماً، قال: «٥»
ترى الأضياف ينتجعون فاقي
وفق: الوَفْقُ: كل شيء متسق مُتَّفق على تِيفاقٍ واحد فهو: وَفْق، قال «٦» :
(١) سورة (ص) / ١٥.
(٢) اللسان (فوق) .
(٣) التهذيب ٩/ ٣٣٨ واللسان (فوق) .
(٤) (رؤبة) ديوانه/ ١٠٧.
(٥) الشطر في التهذيب ٩/ ٣٣٩ واللسان (فوق) غير منسوب.
(٦) (رؤبة) - (ملحق) ديوانه/ ١٨٠