وقال أيضاً:
كالهرويِّ انجاب عن لون السَّرقْ «١» ... طَيّرَ عنها النَّسْرَ «٢» حَوليّ العِقَقْ
أي جماعة العِقّة. وقال عدي بن زيد في العِقَّةِ أي العقيقة:
صَخِب التعشير نوّامُ الضُّحى «٣» ... ناسل عِقَّتَهُ مثلَ المَسَدْ
ونوى العقوق: نوىً هشٌّ لِّينٌ رخو المضغة. تُعْلَفُه الناقةُ العقوق إلطافا لها فلذلك أُضيف إليها، وتأكلهُ العجوز. وهي من كلام أهل البصرة، ولا تعرفُه الأعراب في بواديها. وعقيقة البَرْق: ما يبقى في السَّحاب من شُعاعه. وجمعه العقائِق، قال عمرو بن كلثوم:
بسُمر من قنا الخَطّيّ لُدْنٍ ... وبيضٍ كالعقائِقِ يَختَلينا «٤»
وانعق البرقُ إذا تسَّرب في السَّحاب، وانْعَقَّ الغُبارُ: إذا سطع. قال رؤبة: «٥»
إذا العَجاجُ المُستَطار انْعَقَّا
قال أبو عبد الله: أصل العقِّ الشَّقُّ. وأليه يرجع عُقُوقُ الوالِديْنِ وهو قطعُهما، لأنَّ الشّق والقطع واحدٌ، يقال: عَقَّ ثوبه إذا شقَّه. عَقَّ والديه يَعُقُّهُما عَقّاً وعُقُوقاً، قال زهير:
فأصْبَحْتُمَا منها على خَيْر مَوطنٍ ... بعيدَينِ فيها عن عُقوقٍ ومَأْثَمِ
وقال آخر:
ان البنينَ شِرارُهم أمثاله ... مَنْ عَقَّ والدَه وَبرَّ الأبْعَدا
(١) كذا في ط والديوان ص ١٠٨ أما في ص وم وك وس: ليل البرق.
(٢) في م: النسء.
(٣) رواية الديوان ص ٤٤:
صيب التعشير زمزام الضحى
. وفي كتاب الخيل (لأبي عبيدة) :
صخب التعشير مرازم الضحى.
(٤) كذا في معجم مقاييس اللغة ٤/ ٦ وفي جمهرة أشعار العرب ص ٧٧ أما في ط يحتلينا وسائر الأصول الأخرى يجتلينا.
(٥) كذا في ك وملحق ديوان رؤبة ص ١٨٠ أما في سائر الأصول: (العجاج) .