وإنكار القلب هو: الإيمان بأن هذا منكر، وكراهته لذلك (١) .
فإذا حصل هذا، كان في القلب (٢) إيمان وإذا فقد (٣) القلب معرفة هذا المعروف وإنكار هذا المنكر؛ ارتفع هذا الإيمان من القلب.
وأيضا فقد يستغفر الرجل من الذنب مع إصراره عليه أو يأتي بحسنات تمحوه، أو تمحو بعضه، وقد يقلل منه، وقد تضعف همته في طلبه إذا علم أنه منكر، ثم لو فرض أنا علمنا أن الناس لا يتركون المنكر، ولا يعترفون بأنه منكر لم يكن ذلك مانعا من إبلاغ الرسالة وبيان العلم، بل ذلك لا يسقط وجوب الإبلاغ ولا وجوب الأمر والنهي في إحدى الروايتين عن أحمد - وقول كثير من أهل العلم.
على أن هذا ليس موضع استقصاء (٤) ذلك، ولله الحمد على ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه: «لا تزال (٥) من أمته طائفة ظاهرة على الحق حتى يأتي أمر الله» .
وليس هذا الكلام من خصائص هذه المسألة، بل هو وارد في كل منكر قد أخبر الصادق بوقوعه.
عود إلى الاستدلال من القرآن على النهي عن مشابهة الكفار
ومما يدل من القرآن على النهي عن مشابهة الكفار قوله سبحانه:
(١) في (ب) : كذلك.
(٢) في (أ) : القلوب.
(٣) في (أط) : وإذا فقد من القلب.
(٤) للمؤلف رحمه الله كلام مفصل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجد شيئا منه في مجموع الفتاوى (٢٨ / ١٢١- ١٧١) ، وطبع في رسالة مستقلة أيضا.
(٥) في (ب) : لا يزال.