وقال أحمد: حدثنا حسن بن موسى (١) حدثنا زهير، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: " جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه، ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد (٢) إياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهانا عن لبوس الحرير وقال: " إلا هكذا " ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصبعيه» (٣) وهذا ثابت على شرط الصحيحين (٤) .

وفيه: أن عمر رضي الله عنه أمر بالمعدية، وهي زي (٥) بني معد بن عدنان، وهم العرب، فالمعدية نسبة إلى معد، ونهى عن زي العجم وزي المشركين، وهذا عام كما لا يخفى، وقد تقدم هذا مرفوعا. والله أعلم به.

وروى الإمام أحمد في المسند: حدثنا أسود بن عامر (٦) حدثنا حماد بن

(١) هو: الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي، البغدادي، قاضي الموصل وغيرها، ثقة، من الطبقة التاسعة، أخرج له الستة. توفي سنة (٢٢٩ هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (١ / ١٧١) ، (ت ٣٢٣) .
(٢) هو الصحابي الجليل: عتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب السلمي، شهد خيبر، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غزوتين، ولاه عمر بن الخطاب بعض جيوش الفتوح، ففتح الموصل ثم نزل الكوفة، وتوفي بها.
انظر: الإصابة (٢ / ٤٥٥) ، (ت ٥٤١٢) .
(٣) مسند أحمد (١ / ١٦) في مسند عمر بن الخطاب، وللحديث شواهد في الصحيحين كما سيأتي.
(٤) له شاهد في البخاري مختصر: انظر: كتاب اللباس، باب لبس الحرير للرجال، الأحاديث (٥٨٢٨ - ٥٨٣٠) فتح الباري (١٠ / ٢٨٤) ؛ وفي صحيح مسلم، كتاب اللباس، الباب (٢) ، الحديث رقم (٢٠٦٩) ، الرواية (١٢، ١٣) ، (٣٦ / ١٦٤٢) .
(٥) زي: ساقطة من (أ) .
(٦) هو: الأسود بن عامر الشامي - الملقب بشاذان - أبو عبد الرحمن، وثقه ابن المديني وغيره، وأخرج له الستة، توفي سنة (٢٠٨ هـ) . انظر: خلاصة التذهيب (ص ٣٧) .