فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية، أن يسمي بغيرها، وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية، وهذا الذي (١) قاله الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين.

وقد قدمنا عن عمر (٢) وعلي رضي الله عنهما ما ذكره.

وروى أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف، حدثنا وكيع (٣) عن أبي هلال (٤) عن ابن (٥) بريدة (٦) قال: قال عمر: " ما تكلم الرجل الفارسية إلا خَبّ (٧) ولا خَبّ رجل إلا نقصت مروءته ".

وقال: حدثنا وكيع، عن ثور، عن عطاء قال: " لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم، فإن السخط ينزل عليهم " (٨) .

(١) في المطبوعة: وهذا الذي ذكره قاله الأئمة. أي بزيادة (ذكره) .
(٢) في (أ) : وعن علي.
(٣) هو: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، الكوفي الحافظ، إمام حافظ ثقة ثبت، فقيه ورع، ولد سنة (١٢٨هـ) ، وتوفي سنة (١٩٦هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (١١ / ١٢٣- ٢٣١) ، (ت ٢١١) .
(٤) هو: الراسبي. مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(٥) في (ج د) وفي المطبوعة: عن أبي بريدة، وما أثبته أصح. انظر ترجمته التالية.
(٦) هذا اللقب يُطلق على الأخوين: سليمان وعبد الله ابني بريدة الأسلمي، والأرجح أن المقصود منهما هنا هو عبد الله، كما أفاد بذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب (١٢ / ٢٨٦) ، (ت ١٣٤٦) أنه عند الإبهام فالمقصود منهما عبد الله، إلا إذا روى عنه (أشخاص ذكرهم ابن حجر ليس فيهم أبو هلال المذكور هنا) ، فالمترجم هنا: عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، تابعي تولى قضاء مرو، وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم، وأخرج له الستة، ولد سنة (١٥هـ) ، وتوفي سنة (١١٥هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (٥ / ١٥٧، ١٥٨) ، (ت ٢٧٠) .
(٧) خب: أي صار خداعًا، من الخِب ـ بالكسر ـ وهو: المكر والخداع والغش.
انظر: القاموس المحيط، فصل الخاء، باب الباء (١ / ١٦) .
(٨) مصنف ابن أبي شيبة (٩ / ١١) ، رقم (٦٣٣٢) .