ثم فعله: إما أن (١) يختص هو بنفعه أو ينفع به غيره؛ فصارت الأقسام ثلاثة ليس لها رابع:
أحدها: ما يقوم بالعامل (٢) ولا يتعلق بغيره كالصلاة مثلا.
والثاني: ما يعمله لنفع غيره كالزكاة.
والثالث: ما يأمر غيره أن يفعله، فيكون الغير هو العامل، وحظه هو الأمر به.
فقال سبحانه في صفة المنافقين: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} التوبة: ٦٧ (٣) وبإزائه في صفة المؤمنين: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} التوبة: ٧١ (٤) .
والمعروف:
اسم جامع لكل ما يحبه الله من الإيمان والعمل (٥) الصالح.
والمنكر:
اسم جامع لكل ما نهى (٦) الله عنه.
ثم قال: {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} التوبة: ٦٧ (٧) قال مجاهد: (٨) " يقبضونها عن
(١) أن: سقطت من (د) .
(٢) في (ب ج) : ما يقوم بالعامل لا يتعلق بغيره أي بحذف واو العطف.
(٣) سورة التوبة: من الآية ٦٧.
(٤) سورة التوبة: من الآية: ٧١.
(٥) في (ب) : ومن العمل الصالح.
(٦) في المطبوعة زاد: لكل ما كرهه الله. وفي (ب) : "لكل" ساقطة.
(٧) سورة التوبة: من الآية ٦٧.
(٨) هو الإمام: مجاهد بن جبر المخزومي، مولاهم، المكي، أبو الحجاج، من الأئمة الثقات من الطبقة الثالثة من التابعين ومن كبار المفسرين والفقهاء توفي سنة (١٠٣ هـ) وعمره ٨٣ سنة، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة وسائر أهل الحديث.
انظر: تقريب التهذيب (٢ / ٢٢٩) ، (ت ٩٢٢) ، م؛ والطبقات الكبرى لابن سعد (٥ / ٤٦٦) و (٤٦٧) .