أَبُو عَمْروٍ: هُوَ طائِرٌ أبْيَضُ، حَسَنُ اللَّوْنِ، طَيِّبُ الطَّعْمِ، فِي قَدْرِ السُّمانَي، لَا يَظْهَرِ إِلَّا فِي المَطَرِ، وقالَ ابنُ الأثيرِ: يَقَعُ فِي المَطَرِ منَ السَّماءِ ج: مُرَعٌ مِثْلُ: رُطَبٍ ورُطَبَةٍ، وأنْشَدَ أَبُو حاتِمٍ فِي كِتابِ الطَّيْرِ:
(بهِ مُرَعٌ يَخْرُجْنَ منْ خَلْفِ وَدْقِه ... مَطَافيلُ جُونٌ رِيشُهَا يَتصَبَّبُ)
قالَ الصّاغَانِيُّ: هَكَذَا أنْشَدَه، والشعْرُ لمُلَيْحِ بنِ الحَكَمِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ سَحاباً، والرِّوايَةُ:
(تَرَى مُرَعاً يَخْرُجْنَ منْ تحْتِ ودْقِه ... منَ الماءِ جُوناً رِيشُها يتَصَبَّبُ)
قلت: وأنْشَدَه ابنُ الأعْرَابِيّ أيْضاً فِي النّوادِرِ هَكَذَا، إِلَّا أنَّهُ قالَهُ: لَهُ مُرَعٌ وقَبْلَ البَيْتِ بَيْتَانِ هما:
(سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى وسُعْدَى ورَهْطَها ... وحَيثُ التَقَى بسُعْدَى ومَغْرِبُ)
(بِذِي هَيْدَبٍ أيْمَا الرُّبَى تَحْتَ وَدْقِه ... فترْوَى، وأيْما كُلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ)
لَهُ مُرَعٌ إِلَى آخِرِه.
وقالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ المُرَعُ تَكْسيرَ مُرَعَة، إنّما هُو مِنْ بابِ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، لأنَّ فُعَلَةَ لَا تُكَسَّرُ، لقِلَّتِها فِي كَلامِهِم، أَلا تَرَاهُمْ قالُوا: هَذَا المُرَعُ فَذَكَّرُوا، فلَوْ كانَ كالغُرَفِ لأنَّثُوا.
وقالَ الفَرّاءُ: فِي جَمْعِ المُرَعِ الّذِي هُوَ جَمْعُ المُرَعَةِ مِرْعَانٌ، بالكَسْرِ، كصُرَدٍ وصِرْدانٍ، كَمَا فِي العُبابِ.
والمُرْعَةُ والمِراعُ كغُرْفَةٍ وكِتابٍ: الشَّحْمُ والسّمنُ، لأنَّهُ منَ الإمْرَاعِ يَكُونُ، كَمَا فِي المُحِيطِ.
وأمْرَعَه أَي: الوادِي: أصابَهُ مَرِيعاً، أيْ خِصْباً، فهُوَ مُمْرِعٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.