الخاءِ اخْتِلاساً، وأمّا الجَمْع بَيْنَ السّاكِنَين فَلَحنْ) .
قُلتُ: وَقد تقدَّم البحثُ فِيهِ مِرارًا عَدِيدَة فِي " س ط ع " وغَيْره، فراجِعْه؛ فَإنَّا بَسّطْنا هُناكَ القَولَ فِيهِ مَا يُغْنِي عَن إعادتِهِ هُنَا، وَفِي المُحْكَم: مَنْ قَرَأَ " يَخَصّمون " لَا يَخْلُو من أَحَد أَمْرَين: إمّا أَن تَكُون الخَاء مُسَكَّنَةً البَتَّةَ، فَتكون التَّاءُ من يَخْتَصِمون مُخْتَلَسةَ الحَرَكَة، وَإمَّا أَن تَكُون الصَّادُ مُشَدَّدةً فتَكون الخَاءُ مَفْتُوحةً بحركَةِ التّاء المَنْقُول إِلَيْهَا، أَو مَكْسورَة لِسُكُونها، وسُكُون الصَّاد الأُولى.
(والخُصْم، بالضَّم: الجانِبُ) من كُلّ شَيْء. قَالَه الجَوْهَرِي، وَمِنْه الحَدِيثُ: " قَالَت لَهُ أُمُّ سَلَمة: أراكَ ساهِمَ الوَجهْ أَمِن عِلّةٍ؟ قَالَ: لَا ولكنّ السّبعةَ الدَّنانِير الَّتِي أُتِينا بهَا أَمسِ نَسِيتُها فِي خُصْم الفِراش وَلم أَقْسِمها " أَي: فِي طَرَفه وجَانِبه، ويُرْوَى أَيْضا بالضَّاد كَمَا سيَأْتِي
(و) الخُصْمُ: (الزَّاوِيَةُ) ، يُقَال للمَتاعِ إِذا وَقَع فِي جانِب الوِعاء من خُرْج أَو جُوالِق أَو عَيْبة: قد وَقَع فِي خُصْم الوِعاء، وَفِي زَاوِية الوِعاء.
(و) الخُصْمُ أَيْضا: (النَّاحِيَةُ) من كُلّ شَيْء.
(و) الخُصْمُ أَيْضا: (طَرَفُ الرَّاوِية الَّذِي بِحِيال العَزْلَاء فِي مُؤَخَّرِها) ، وطَرفُها الأَعْلى هُوَ العُصُم.
(ج: أَخْصامٌ وخُصومٌ) ، وَقيل: أَخْصام المَزادة وخُصُومها زَوَايَاها، وخُصومُ السَّحابة: جَوانِبُها. قَالَ الأَخْطَلُ يَصِف سَحاباً:
(إِذا طَعَنتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحامَلَتْ ... بِأَعْجازِ جَرَّارٍ تَداعَى خُصومُها)
أَي: تَجاوَبُ جوانِبُها بالرَّعْد.