تبعا للصّاغَانيّ مُشْكِلٌ، وإِن قَالَ ابنُ بَرّيّ: إِنّهُ مُحَرَّف مِن شَحَّاذ، فقدَ صَحَّحَ غيرُ واحِدٍ لفْظَ شَحّاثٍ، وأَوضَحَ كونَه لُغَةً صَحِيحَة، على أَنّه من الإِبدال؛ فإِنّ الذّالَ تُبدَلُ ثاءً بِلَا غَلَطٍ فِيهِ وَلَا لَحْنٍ، وصَرَّح بِهِ الخَفَاجِيُّ فِي العِنَايَة وغيرُهُ.
وَفِي الأَساس: رجُلٌ شَحّاذٌ: مُلِح فِي مَسْأَلَتِه.
شرث
: (الشَّرْثُ) بِفَتْح فَسُكُون، هَذِه المادَّة مَكْتُوبَة عندنَا بالحُمْرَةَ، وَكَذَا فِي سَائِر النّسخ المُعتَمَدَةِ الموجودَةِ بينَ أَيدينا، وشَذَّت نسخَةُ شَيخِنا، فوُجِدَ فِيهَا مَكْتُوبَة بالمِدَادِ على غير الصّواب، فلْيُعْلَمْ ذالك، وَقد أَهمَلَه الجوهَرِيّ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ (النَّعْلُ الخَلَقُ، كالشَّرْثَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ.
وَفِي اللِّسَان: الشَّرَثُ: تَفَتُّقُ النَّعْلِ المُطَبَّقةِ، والفِعْلُ كالفِعْلِ قَالَ: هَذَا غُلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَهْ
أَشْعَثُ لم يُؤْدَمح لَهُ بِكيلَهْ
يَخَافُ أَنْ تَمَسَّهُ الوَبِيلَهْ
وَقَالَ تأَبَّطَ شَرًّا:
بِشَرْثَةٍ خَلَقٍ يُوقَى البَنَانُ بِهَا
شَدَدْتُ فِيهَا سَرِيحاً بعد إِطْرَاقِ
(وبالتَّحْرِيكِ) : غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْلِ وانْشِقَاقُهُمَا، وَقيل: هُوَ تَشَقُّقُ الأَصَابِعِ، وقيلَ: هُوَ (غَلَظُ ظَهْرِ الكَفِّ) من بَرْدِ الشّتاءِ (وتَشَقُّقه) .
(وَقد شَرِثَتْ يدُه، كفَرِحَ) تَشْرَثُ شَرَثاً، فَهِيَ شَرِثَةٌ، وكَفٌّ شَرِثٌ (وانْشَرَثَتْ) قَالَه اللّيثُ: وأَنشد الأَصمَعِيّ:
مُنْشَرِثٌ أَعْقَابُه انْشِراثاً
(وشُرِثَ السَّهْمُ) فِي بَرْيِه، بالبناءِ للمجْهُول. (وشُرِّثَ) ، بِالتشديد، إِذا (لم يُسَوَّ) ، نَقله الصاغانيّ.