{كتلَحْلَحُوا) . قَالَ ابْن مُقْبِل:
بِحَيَ إِذا قِيلَ اظْعَنُوا قدْ أُتِيتُمُ
أَقامُوا على أَثْقَالِهمْ} وتَلَحْلحُوا
يُرِيد أَنهم شُجعانٌ لَا يَزْولون عَن مَوْضعِهم الّذي هم فِيهِ إِذا قيل لَهُم أُتِيتم، ثِقَةً مِنْهُم بأَنْفسهم. وَيَقُول الأَعرابيُّ، إِذا سُئِل مَا فَعَل القَومُ: {تَلَحْلَحُوا، أَي ثَبَتوا، وَيُقَال} تَلَحْلَحُوا، أَي تفرَّقوا. وأَنشد الفَرَّاءُ لامرأَةٍ دَعَتْ علَى زَوجِها بعدَ كِبَرِه:
تَقول وَرْياً كُلَّما تَنَحْنحَا
شَيخاً إِذا قلّبتَه تَلَحْلَحَا
أَرادت: تَحلْحَلا فقَلبت، أَرادَتْ أَنَّ أَعضَاءَه قد تفرَّقَت من الكِبَر.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ نَاقَة رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {تَلَحْلَحت عندَ بَيتِ أَبي أَيُّوبَ ووَضَعَتْ جِرَانَها) ، أَي أَقامَت وثَبتَتْ.
(} ولَحِحَتْ عَيْنُه كسَمِعَ: لَصِقَتْ بالرَّمَصِ) وَقيل: لَحَحُها: لُزُوقُ أَجفانِها لكَثْرَةِ الدُّمُوعِ، وَهُوَ أَحَد الأَحرُف الَتي أُخْرِجَت على الأَصل من هاذا الضَّرْب، مُنبِّهة على أَصلِهَا ودَلِيلاً على أَوّلِيَّة حالِها. والإِدغامُ لُغَة. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن السِّكيِّت قَالَ: كلُّ مَا كَانَ على فَعِلَتْ سَاكِنة التاءِ من ذَوَات التَّضعيف فَهُوَ مُدْغم، نَحْو صَمَّت المرأَةُ وأَشْباهها، إِلاّ أَحْرُفاً جاءَت نوادِرَ فِي إِظهار التَّضْعيف، وَهِي لحِحَتْ عَينُه، إِذا التصَقَت، ومَشِشَت الدَّابَّةُ، وصَكِكَتْ وضَبِبَ البَلَدُ: إِذَا كَثُرَ ضبَابُه، وأَلِلَ السِّقَاءُ إِذا تغيَّرتْ رِيحه، وقَطِطَ شَعرُه.
ولَحَّتُ عينُه كَلَخَّت: كثُرَ دُموعُها وغلُظَت أَجفانُها.
(ومَكَانٌ {لاحٌّ} ولَحِحٌ، ككَتِفٍ، ولَحْلَحٌ: ضَيِّقٌ) . ورُوِيَ: مكانٌ لاخٌّ، بِالْمُعْجَمَةِ. ووَادٍ لاحٌّ: أَشِبٌ يَلْزَق شَجرِه ببعْضٍ. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قصّة إِسماعيلَ عَلَيْهِ السلامُ وأُمِّه هَاجَرَ وإِسكانِ إِبراهيم إِيّاهما مكّةَ، (والوادِي يومئذٍ لاحٌّ)