واختص بالتوّجي أَبُو عُثْمَان سعيد بن هَارُون الأُشنانذاني.
وبرع من أَصْحَاب أبي حاتمٍ أَبُو بكر محمدُ بن الْحسن بن دُريد الْأَزْدِيّ، ولد سنة ٢٢٣ وَمَات بعمان سنة ٣١١ وَإِلَيْهِ انْتهى علم لُغَة الْبَصرِيين، تصدر فِي الْعلم ٦٠ سنة، وَفِي طبقته فِي السن وَالرِّوَايَة أَبُو عليّ عِيسَى بن ذَكوان. وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُسلم بن قُتَيْبَة الدِّينوري أَخذ عَن أَبي حَاتِم والرياشي وَابْن أخي الأَصمعي وَمَات سنة ٢٦٧ وَقد أَخذ ابْن دُرَيْد عَن هَؤُلَاءِ كلهم وَعَن الأُشنانذاني. فَهَذَا جُمْهُور مَا مضى عَلَيْهِ عُلَمَاء الْبَصْرَة. (الْفَرْع الثَّانِي) فِي بَيَان أَئِمَّة اللُّغَة من الْكُوفِيّين وَبَيَان أسانيدهم وألقابهم ووفياتهم.
كَانَ لَهُم بِإِزَاءِ من ذُكِرَ، المفضَّل الضّبيّ، ثمَّ خَالِد بن كُلْثُوم وحمّاد الراوية وَقد أَخذ عَن أهل المِصْرَيْنِ، وَخلف الْأَحْمَر، وروى عَنهُ الْأَصْمَعِي شعرًا كثيرا، وَهُوَ حمّاد بن هُرْمز الدّيلميّ، وَقد تُكُلِّم فِيهِ، ثمَّ أَبُو يحيى مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى بن كُناسة، توفّي بِالْكُوفَةِ سنة ٢٠٧.
وَكَانَ إمَامهمْ غير مدافع أَبُو الْحسن عليّ بن حَمْزَة الكِسائي، مَاتَ بالرّيّ سنة ١٨٩ جزم بِهِ أَبُو الطّيب، وَقيل غير ذَلِك.
ثمَّ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن زِياد الفرّاء، مَاتَ بطرِيق مَكَّة سنة ٢٠٧ أَخذ عَن الْكسَائي وَعَمن وَثِق بهم من الْأَعْرَاب مثل ابْن الجَرَّاح وَابْن مَرْوان وَغَيرهمَا، وأَخذ عَن يُونس وَعَن أبي زيدٍ الكِلابي.
وَمِمَّنْ أَخذ عَن الْكسَائي أَبُو الْحسن عليّ الْأَحْمَر وَأَبُو الْحسن عليّ بن حَازِم اللِّحيانيّ صَاحب النَّوَادِر، وَقد أَخذ اللّحيانيّ عَن أبي زيد وَأبي عُبَيْدَة والأَصمعي، إِلَّا أَن عُمدته الْكسَائي.
وَمن عُلَمَائهمْ فِي عصر الفرَّاء أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سَعيد الأُموي، أَخذ عَن الْأَعْرَاب، وَعَن أبي زيد الْكلابِي،