تحتَ كُلِّ علَمٍ عَشرَةُ رلافِ رَجلٍ أَو أَقلّ أَو أَكثر. وَقَالَ الهُجَيْميّ: البَنْدُ: عَلَمُ الفُرْسَانِ. وأَنشد المفضّلُ:
جَاءُوا يَجرُّونَ البُنُودَ جَرَّا
وَقَالَ النضْر: سُمِّيَ العَلَمُ الضَّخْمُ واللِّواءُ الضَّخْمُ البَنْدَ. وَقَالَ ياقوت: البُنُودُ بأَرْضِ الرُّوم كالأَجْنَادِ بأَرض الشَّام، والأَعراضِ بالحِجَاز، والكُوَرِ بالعراق، والمَخَاليفِ لأَهل الْيمن.
(و) البَنْد: (حِيَلٌ مستَعمَلة) ، جمْع حِيلة، فارسيٌّ معرّب. ويُطلَق على الأَلغاز والمُعميَّات، وَهُوَ هاكذا فِي سَائِر النّسخ.
وذَكَرَ شَيخنَا هُنَا عَن بعض النُّسخ (حُبُل مُستعمَلة) ، بِضَم الْمُهْملَة والموحّدة جمْع حِبَالة. وَفِي بَعْضهَا (دَخِيل) بدال مُهْملَة وخاءٍ مُعْجمَة، كأَنّه قُصِدَ بِهِ أَنّه لَيْسَ بعربيّ، وَذكر أَنّه صَوّبه بعضُ الشُّيوخ.
قلت: والصّواب مَا ذَكرْنَاهُ، فقد جاءَ عَن اللَّيْث: يُقَال: فُلانٌ كثيرُ البُنُود، أَي كثيرُ الحِيَلِ.
وذَكَرَ عَن حاشِيَة التُّحفة للسيّد عُمر البَصْرِي لأَنَّ البَنْدَ يُطلَق على المحَابس الّتي تُجعَل بَين حَبّات السُّبْحة ليُعلّم بهَا على المَحلّ الَّذِي يَقِفُ عِنْده المُسَبِّح عِند عُرُوضِ شاغِل. قَالَ: قلت: وَالظَّاهِر أَنّه مُوَلَّد، بل مُحدَث.
قلْتُ: وَهُوَ كذالِكَ فارسيٌّ مُعرب وأَصل البَنْدِ العَقْدُ، ويَطلَق على تِلك العُقَد مَجازاً.
(و) البَنْدُ: (الّذي يُسْكَرُ مِنَ الماءِ) . قَالَ أَبو صَخْرٍ:
وإِنّ مَعَاجِي لِلخيامِ ومَوقِفي
بِرَابِيَة البَنْدَيْنِ بالٍ ثُمَامُها
يَعِني أُقِيَ عَلَيْهَا ثُمَامٌ وشَجرٌ.
(و) البَنْد: (ع. و) البَنْد: (بَيْدَقٌ مُنْعَقِدٌ بفِرْزَانٍ) ، فإِنّه يكون حِينَئِذٍ كالحابِس والعاقِد للنَّفس.