صَحِيح الأُصول، حاوٍ لذِكْر نُكَتِه ونوادِره، والكشفِ عَن مَعَانِيه والإنباه عَن مَضارِبه ومآخذه بصرِيح النُّقول، والتقاطِ أبياتِ الشواهد لَهُ، مستمدًّا ذَلِك من الْكتب الَّتِي يَسّر الله تَعَالَى بفضلِه وُقُوفِي عَلَيْهَا، وحَصل الاستمدادُ عَلَيْهِ مِنْهَا، ونقلْتُ بِالْمُبَاشرَةِ لَا بالوسائط عَنْهَا، لَكِن على نُقصانٍ فِي بَعْضهَا نقصا متفاوتاً بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقلَّة وَالْكَثْرَة، وَأَرْجُو مِنْهُ سُبْحَانَهُ الزيادةَ عَلَيْهَا.
فأَوّل هَذِه المصنفات وأعلاها عِنْد ذَوِي البراعة وأَغلاها كتابُ الصِّحَاح للْإِمَام الْحجَّة أبي نصر الْجَوْهَرِي، وَهُوَ عِنْدِي فِي ثَمَانِي مجلدات، بِخَط ياقوت الرُّومِي، وعَلى هوامشه التقييدات النافعة لأبي مُحَمَّد بن بَرِّيّ، وَأبي زَكَرِيَّا التّبريزيّ، ظَفرت بِهِ فِي خِزانة الْأَمِير أزبك.
والتهذيب للْإِمَام أبي مَنْصُور الأزهريّ فِي سِتَّة عشر مجلداً.
والمُحكم لِابْنِ سَيّده فِي ثَمَان مجلّدات.
وتهذيب الْأَبْنِيَة وَالْأَفْعَال لأبي الْقَاسِم ابْن القطاع، فِي مجلدين
ولسان الْعَرَب للْإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن مُكرّم بن عليٍّ الإفْرِيقِي، ثَمَان وَعِشْرُونَ مجلداً، وَهِي النُّسْخَة المنقولة من مُسَوَّدة المُصَنّف فِي حَيَاته، الْتزم فِيهِ الصِّحَاح، والتهذيب، والمحكم، وَالنِّهَايَة، وحواشي ابْن بَرّيّ، والجمهرة لِابْنِ دُرَيْد. وَقد حَدّث عَنهُ الحافظانِ الذهبيُّ والسُّبكيُّ، ولد سنة ٦٣٠ وَتُوفِّي سنة ٧١١.
وتهذيب التَّهْذِيب لأبي الثَّنَاء مَحْمُود ابْن أبي بكر بن حَامِد التّنوخيِّ الأَرْمَوِيّ الدِّمشقيّ الشافعيّ، فِي خمس مجلدات، وَهِي مسوّدة المُصَنّف، من وقف السميساطية بِدِمَشْق، ظَفرت بهَا خِزانة الْأَشْرَف بالعنبرانيين، الْتزم فِيهِ: الصِّحَاح والتهذيب، والمحكم، مَعَ غَايَة التَّحْرِير والضبط المُحكم، وَقد حدّث عَنهُ الْحَافِظ الذهبيُّ، وترجمه فِي مُعجم شُيوخه، ولد سنة ٦٤٧ وَتُوفِّي سنة ٧٢٣.