(لله قاموسٌ يَطيبُ وُرُودُه ... أَغْنَى الوَرَى عَنْ كُلِّ مَعْنًى أَزْهَرِ)
(نَبَذ الصحاحَ بلَفظه والبَحْر مِن ... عَادَاته يُلْقِي صحَاحَ الجَوْهَرِي)
ونُقل من خطّ المجدِ صاحِبِ الْقَامُوس قَالَ: أنشدنا الفقيهُ جمالُ الدّين مُحَمَّد ابْن صباح الصباحيّ لنَفسِهِ فِي مدح هَذَا الْكتاب:
(مَنْ رَامَ فِي اللُّغَةِ العُلُوَّ عَلَى السُّهَا ... فَعَلَيْه مِنْهَا مَا حَوى قامُوسُهَا)
(مُغْنٍ عَنِ الكُتُبِ النَّفيسَةِ كُلِّها ... جَمَّاعُ شَمْلِ شَتِيتِهَا نامُوسُهَا)
(فَإذا دَوَاوِينُ العُلُومِ تَجَمَّعَتْ ... فِي مَحْفِلٍ للدَّرْسِ فَهْوَ عَرُوسُهَا)
(للهِ مَجْدُ الدِّينِ خَيْرُ مُؤَلِّفٍ ... مَلَك الأئمَّةَ وافتَدَتْه نُفُوسُها)
وَوجدت لبَعْضهِم مَا نصّه:
(ألَا لَيْسَ مِنْ كُتْبِ اللُّغاتِ مُحَقَّقًا ... يُشَابِهُ هذَا فِي الإحاطَةِ والجَمْعِ)
(لَقَدْ ضَمَّ مَا يَحْوِي سِوَاهُ وفَاقَه ... بِما اختَصَّ مِنْ وَضْعٍ جَمِيلٍ وَمن صُنْعِ)
(وَلما رأيتُ إقبال الناسِ) أَي توجُّه خاطِرِ عُلَمَاء وقته وَغَيرهم بالاعتناء الزَّائِد والاهتمام الكثيرِ (على صِحاح) الإِمَام أبي نصر إِسْمَاعِيل بن نصر بن حَمّاد (الجوهريِّ) لِبيع الْجَوْهَر، أَو لحسن خَطِّهِ أَو غير ذَلِك، الفارابيّ نِسبةً إِلَى مَدِينَة بِبِلَاد التّرْك، وَسَيَأْتِي فِي ف ر ب من أذكياء الْعَالم، وَكَانَ بخطِّه يُضرَب الْمثل، توفّي فِي حُدُود الأربعمائة، على اخْتِلَاف فِي التَّعْيِين، اختُلِف فِي ضَبْط لفظ الصِّحَاح، فالجاري على ألسِنة النَّاس الْكسر، ويُنكرون الفَتح، ورَجّحه الْخَطِيب التبريزي على الْفَتْح، وأَقرَّه السُّيُوطِيّ فِي المزهر، وَمِنْهُم من رجَّح الْفَتْح، قَالَ شَيخنَا: وَالْحق صِحَّة الرِّوَايَتَيْنِ وثبوتُهما من حَيْثُ الْمَعْنى، وَلم يرد عَن الْمُؤلف فِي تَخْصِيص أحدِهما بالسَّند الصَّحِيح مَا يُصار إِلَيْهِ وَلَا يُعْدل عَنهُ (وَهُوَ) أَي الْكتاب أَو مُؤَلفه (جَدِير) أَي حَقيق وحَرِيّ (بذلك) الإقبال، قَالَ شَيخنَا: وَقد مدحه غيرُ وَاحِد من الأفاضل، ووصفوا كِتابه بالإجادة، لالتزامه الصَّحِيح، وبَسْطه الْكَلَام، وإيراده