سائق البلايا فالواجب على العاقل أن لا يكون بالمفرط في الحرص في الدنيا فيكون مذموما في الدارين بل يكون قصده لإقامة فرائض اللَّه ويكون لبغيته نهاية يرجع إليها لأن من لم يكن لقصده منها نهاية آذى نفسه وأتعب بدنه فمن كان بهذا النعت فهو من الحرص الذي يحمد
وأنشدني المنتصر بْن بلال الأنصاري ... الحرص عون للزمان على الفتى ... والصبر نعم القرن للأزمان
لا تخضعن فإن دهرك إن رأى ... منك الخضوع أمده بهوان
وإذا رآك وقد قصدت لصرفه ... بالصبر لاقى الصبر بالإذعان ...
وأنشدني منصور بْن محمد الكريزي حدثني شعيب بْن أَحْمَد لأبي العتاهية ... لا تخضعن لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مضر منك بالدين ...
وأنشدني الكريزى أيضا أنشدني شعيب بْن أَحْمَد لأبي العتاهية ... قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب
إن الحريص على الدنيا لفي تعب
مالي أراني إذا حاولت منزلة ... فنلتها طمحت نفسي إلى رتب
لو كان ينفعني علمى وتجربتي ... لم أشف غيظي من الدنيا ولا كلبي ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه قد ذكرت مَا يشاكل هذه الحكايات بعللها في كتاب الثقة بالله بما أرجو أن يكون فيه غنية لمن أراد الوقوف على معرفتها فأغنى ذلك عَن تكرارها في هذا الكتاب
ذكر الزجر عَن التحاسد والبغضاء
أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ