الخاص والعام فمن أراد الرفعة العالية في العقبى والمرتبة الجليلة في الدنيا فليلزم الجود بما ملك وترك الأذى إلى الخاص والعام ومن أراد أن يهتك عرضه ويثلم دينه ويمله إخوانه ويستثقله جيرانه فليلزم البخل
ولقد ذم البخل أهل العقل في الجاهلية والإسلام إلى يومنا هذا فمنه مَا أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي ... كأنما نقرت كفاه من حجر ... فليس بين يديه والندى عمل
يرى التيمم في بحر وفي بلد ... مخافة أن يرى في كفه بلل ...
وأنشدني عمرو بْن مُحَمَّد أنشدني الغلابي أنشدنا مهدي بْن سابق ... لو أن دارك أنبتت لك واحتشت ... إبرا يضيق بها فناء المنزل
وأتاك يُوسُف يستعيرك إبرة ... ليخيط قد قميصه لم تفعل ...
وأنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب ... وكفاك لم يخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه
فكف عَن الخير مقبوضة ... كما حط من مائة سبعه
وأخرى ثلاثة آلافها ... وتسع مئيها لها شرعه ...
سمعت مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ المروزي يقول سمعت مُحَمَّد بْن صالح الوركاني يقول قِيلَ للنضر بْن شميل أي بيت قالته العرب أسخى قَالَ الذي يقول ... فلو لم تكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق اللَّه سائله ...
قَالَ وأي بيت قالته العرب أبخل فقال ... لو جعل الخردل في كفه ... مَا سقطت من كفه خردله ...
قَالَ وأي بيت قالته العرب أهجى قَالَ ... العجرفيون لا يوفون مَا وعدوا ... والعجرفيات ينجزن المواعيدا ...