(بَدَحَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ تُرَدُّ إِلَيْهِ فُرُوعٌ مُتَشَابِهَةٌ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى غَيْرِهِ أَوْ مُبْدَلٌ مِنْهُ. فَأَمَّا الْأَصْلُ فَاللِّينُ وَالرَّخَاوَةُ وَالسُّهُولَةُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:
كَأَنَّ أَتِيَّ السَّيْلِ مَدَّ عَلَيْهِمُ ... إِذَا دَفَعَتْهُ فِي الْبَدَاحِ الْجَراشِعُ
ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ لِلْمَرْأَةِ الْبَادِنِ الضَّخْمَةِ بَيْدَحٌ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
أَغَارُ عَلَى نَفْسِي لِسَلْمَةَ خَالِيًا ... وَلَوْ عَرَضَتْ لِي كُلُّ بَيْضَاءَ بَيْدَحِ
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: الْبَدْحَاءُ مِنَ النِّسَاءِ الْوَاسِعَةُ الرُّفْغِ. قَالَ:
بَدْحَاءَ لَا يَسْتُرُهُ فَخْذَاهَا
يُقَالُ: بَدَحَتِ الْمَرْأَةُ وَ تَبَدَّحَتْ: إِذَا حَسُنَتْ مِشْيَتُهَا. قَالَ الشَّاعِرُ:
يَبْدَحْنَ فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلَاخِلُهَا ... مَشْيَ الْمِهَارِ بِمَاءٍ تَتَّقِي الْوَحَلَا
وَقَالَ آخَرُ:
يَتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ ... يَقُودُهَا هَادٍ وَعَيْنٌ تَلْمَحُ
تَبَدَّحَ: تَبَسَّطَ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الْخَلِيلِ: الْبَدْحُ ضَرْبُكَ بِشَيْءٍ فِيهِ