لَنْ تَسْلُكِي سُبُلَ الْبَوْبَاةِ مُنْجِدَةً ... مَا عِشْتِ عَمْرُو وَمَا عُمِّرْتَ قَابُوسُ
(بَوَثَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، لَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ بَاثَ عَنِ الْأَمْرِ بَوْثًا، إِذَا بَحَثَ عَنْهُ.
(بَوَجَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ حَسَنٌ، وَهُوَ مِنَ اللَّمَعَانِ. يَقُولُ الْعَرَبُ: تَبَوَّجَ الْبَرْقُ تَبَوُّجًا، إِذَا لَمَعَ.
(بَوَحَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ سَعَةُ الشَّيْءِ وَبُرُوزُهُ وَظُهُورُهُ، فَالْبُوحُ جُمَعُ بَاحَةٍ، وَهِيَ عَرْصَةُ الدَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَدَعُوهَا كَبَاحَةِ الْيَهُودِ» . وَيَقُولُونَ فِي أَمْثَالِهِمُ: " ابْنُكَ ابْنُ بُوحِكَ " أَيِ الَّذِي وَلَدْتَهُ فِي بَاحَةِ دَارِكَ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ إِبَاحَةُ الشَّيْءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْظُورٍ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ وَاسِعٌ غَيْرُ مُضَيَّقٍ. وَ مِنْ الْقِيَاسِ اسْتَبَاحُوهُ، أَيِ انْتَهَبُوهُ. وَقَالَ:
حَتَّى اسْتَبَاحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً ... بِالْمَشْرَفِيِّ وَبِالْوَشِيجِ الذُّبَّلِ
وَزَعَمَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ الْبَهْدَلِيَّ قَالَ لَهُ: إِنَّ الْبَاحَةَ جَمَاعَةُ النَّخْلِ. وَأَنْشَدَ:
أَعْطَى فَأَعْطَانِي يَدًا وَدَارًا ... وَبَاحَةً خَوَّلَهَا عَقَارًا
وَالْيَدُ جَمَاعَةُ قَوْمِهِ وَنُصَّارُهُ.