فَلَمَّا شَرَاهَا فَاضَتِ الْعَيْنُ عَبْرَةً ... وَفِي الْقَلْبِ حَزَّازٌ مِنَ اللَّوْمِ حَامِزُ
فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلذَّكِيِّ الْقَلْبِ اللَّوْذَعِيِّ حَمِيزٌ، وَهُوَ حَمِيزُ الْفُؤَادِ، فَهُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مِنَ الذَّكَاءِ وَالْحِدَّةِ، وَالْقِيَاسُ فِيهِ وَاحِدٌ.
(حَمَسَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الشِّدَّةِ. فَالْأَحْمَسُ: الشُّجَاعُ. وَالْحَمَسُ وَالْحَمَاسَةُ: الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ. وَرَجُلٌ حَمِسٌ. قَالَ:
وَمِثْلِي لُزَّ بَالْحَمِسِ الرَّئِيسِ
وَيُقَالُ: " بِالْحَمِسِ الْبَئِيسِ ". وَيُقَالُ تَحَمَّسَ الرَّجُلُ: تَعَاصَى. وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَمَّسُونَ فِي دِينِهِمْ، أَيْ يَتَشَدَّدُونَ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْحُمْسَةُ الْحُرْمَةُ، وَإِنَّمَا سُمُّوا حُمْسًا لِنُزُولِهِمْ بِالْحَرَمِ. وَيُقَالُ عَامٌ أَحْمَسُ، إِذَا كَانَ شَدِيدًا. وَأَرَضُونَ أَحَامِسُ: شَدِيدَةٌ. وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْحَمِيسَ التَّنُّورُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ صَحِيحٌ ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مِنَ السِّينِ فَهُوَ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَيَكُونُ مِنْ شِدَّةِ الْتِهَابِ نَارِهِ ; وَإِنْ كَانَ بِالشِّينِ فَهُوَ مِنْ أَحْمَشْتُ النَّارَ وَالْحَرْبَ.
(حَمَشَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالشِّينُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْتِهَابُ الشَّيْءِ وَهَيْجُهُ، وَالثَّانِي الدِّقَّةُ.
فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: أَحْمَشْتُ الرَّجُلَ: أَغْضَبْتُهُ. وَاسْتَحْمَشَ الرَّجُلُ، إِذَا اتَّقَدَ غَضَبًا. قَالَ:
إِنِّي إِذَا حَمَّشَنِي تَحْمِيشِي