وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُوَازِي خَصْرَ الْإِنْسَانِ. وَالْمُخَاصَرَةُ: أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَدِ آخَرَ وَيَتَمَاشَيَانِ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِنْدَ خَصْرِ صَاحِبِهِ. قَالَ:
ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى الْقُبَّةِ الْخَضْ ... رَاءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
وَخَصْرُ الرَّمْلِ: وَسَطَهُ. قَالَ:
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ
وَالِاخْتِصَارُ فِي الْكَلَامِ: تَرْكُ فُضُولِهِ وَاسْتِيجَازُ مَعَانِيهِ. وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ يَقُولُ الِاخْتِصَارُ أَخْذُ أَوْسَاطِ الْكَلَامِ وَتَرْكُ شُعَبِهِ. وَيُقَالُ إِنَّ الْمُخَاصَرَةَ فِي الطَّرِيقِ كَالْمُخَازَمَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
بَابُ الْخَاءِ وَالضَّادِ وَمَا يَثْلِثُهُمَا
(خَضَعَ) الْخَاءُ وَالضَّادُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا تَطَامُنٌ فِي الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ جِنْسٌ مِنَ الصَّوْتِ.
فَالْأَوَّلُ الْخُضُوعُ. قَالَ الْخَلِيلُ. خَضَعَ خُضُوعًا، وَهُوَ الذُّلُّ وَالِاسْتِخْذَاءُ. وَاخْتَضَعَ فُلَانٌ، أَيْ تَذَلَّلَ وَتَقَاصَرَ. وَرَجُلٌ أَخْضَعُ وَامْرَأَةٌ خَضْعَاءُ، وَهُمَا الرَّاضِيَانِ