تَرْجَمَة الْمُؤلف
ـاسْمهـ
ابْن مَنْظُور مُحَمَّد بن مُكرَّم بن عليّ بن أَحْمد بن حبقة الْأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي كَانَ يُنسب إِلَى رُوَيْفِع بن ثَابت الْأنْصَارِيّ، من صحابة رَسُول الله وَهُوَ صَاحب «لِسَان الْعَرَب» فِي اللُّغَة.
ـوِلَادَتهـ
وُلِدَ ابْن مَنْظُور فِي الْقَاهِرَة، وَقيل فِي طرابلس، فِي شهر الْمحرم سنة ٦٣٠ هـ / سنة ١٢٣٢ م
ـمَنْزِلَته ورحلته العلميةـ
كَانَت حَيَاته حَيَاة جد وَعمل مَوْصُول، كَانَ عَالما فِي الْفِقْه مِمَّا أهَّلَه لتولي منصب الْقَضَاء فِي طرابلس، كَمَا عمل فَتْرَة طَوِيلَة فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ عَالما فِي اللُّغَة وَيشْهد لَهُ بذلك هَذَا الْكتاب الْفَرد «سان الْعَرَب» وَقد جمع فِيهِ بَين التَّهْذِيب والمحكم والصحاح والجمهرة وَالنِّهَايَة وحاشية الصِّحَاح جوّده مَا شَاءَ ورتبه تَرْتِيب الصِّحَاح وَهُوَ كَبِير، وَكَانَ من أفضل عُلَمَاء عصره فِي المعارف الكونية فَهُوَ بِحَق مفخرة من المفاخر الخالدة فِي التراث الْعَرَبِيّ، وَسمع من ابْن المقير ومرتضى بن حَاتِم وَعبد الرَّحِيم بن الطُّفَيْل ويوسف بن المخيلي وَغَيرهم. وعمَّر وَكبر وحدَّث فَأَكْثرُوا عَنهُ، وَكَانَ مغرى بِاخْتِصَار كتب الْأَدَب المطوَّلة، اختصر الأغاني والعِقد والذخيرة ونشوان المحاضرة ومفردات ابْن البيطار والتواريخ الْكِبَار وَكَانَ لَا يمل من ذَلِك، قَالَ الصَّفَدِي: لَا أعرف فِي الْأَدَب وَغَيره كِتابا مطوَّلا إِلَّا وَقد اخْتَصَرَهُ، قَالَ: وَأَخْبرنِي وَلَده قطب الدّين أَنه ترك بِخَطِّهِ خَمْسمِائَة مجلدة، وَيُقَال إِن الْكتب الَّتِي علقها بِخَطِّهِ من مختصراته خَمْسمِائَة مجلدة. وَكَانَ عِنْده تشيُّع بِلَا رفض، قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ:
ضع كتابي إِذا أَتَاك إِلَى الأَرْض ... وقلِّبه فِي يَديك لماما
فعلى خَتمه وَفِي جانبيه ... قُبَلٌ قد وضعتهنَّ تؤَاما
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ:
النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم ... وَصَدقُوا بِالَّذِي أَدْرِي وتدرينا
مَاذَا يضرُّك فِي تَصْدِيق قَوْلهم ... بِأَن نحقق مَا فِينَا يظنونا
حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة ... بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا
قَالَ الصَّفَدِي: هُوَ معنى مطروق للقدماء لَكِن زَاد فِيهِ زِيَادَة وَهِي قَوْله ثِقَة بِالْعَفو من أحسن متممات البلاغة. وَذكر ابْن فضل الله أَنه عَمِيَ فِي آخر عمره، وَكَانَ صَاحب نكت ونوادر وَهُوَ الْقَائِل:
بِاللَّه إِن جزت بوادي الْأَرَاك ... وَقبلت عيدانه الْخضر فَاك
فَابْعَثْ، إِلَى عَبدك، من بَعْضهَا ... فإنني، وَالله، مَا لي سواك
ـمؤلفاتهـ
١. مُعْجم «لِسَان الْعَرَب» فِي اللُّغَة.
٢. مُخْتَار الأغاني.
٣. مُخْتَصر «تَارِيخ بَغْدَاد» للخطيب الْبَغْدَادِيّ فِي عشرَة مجلدات.
٤. مُخْتَصر «تَارِيخ دمشق» لِابْنِ عَسَاكِر.
٥. مُخْتَصر «مُفْرَدَات ابْن البيطار».
٦. مُخْتَصر «العقد الفريد» لِابْنِ عبد ربه.
٧. مُخْتَصر «زهر الْآدَاب» للحصري.
٨. مُخْتَصر «الْحَيَوَان» للجاحظ.
٩. مُخْتَصر «يتيمة الدَّهْر» للثعالبي.
١٠. مُخْتَصر «نشوان المحاضرة» للتنوخي.
١١. مُخْتَصر «الذَّخِيرَة».
ـوَفَاتهـ
توفّي فِي مصر سنة ٧١١ هـ / ١٣١١م.