وقَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْيَانِ ... بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ «١».
وذِي البِرْكَةِ كالتَّابُوتِ، ... والمِحْزَمِ كالقَرِّ،
مَعَ قَاضِيهِ في متنيه ... كالدر
وقال الأَصمعي: التَّارُّ الْمُنْفَرِدُ عَنْ قَوْمِهِ، تَرَّ عَنْهُمْ إِذا انْفَرَدَ وَقَدْ أَتَرُّوه إِتْراراً. ابْنُ الأَعرابي: تَرْتَرَ إِذا اسْتَرْخَى فِي بَدَنِهِ وَكَلَامِهِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التَّارُّ الْمُسْتَرْخِي مِنْ جُوعٍ أَو غَيْرِهِ؛ وأَنشد:
ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَيْءٍ
قَوْلُهُ: أَترّ شَيْءٍ أَي أَرخى شَيْءٍ مِنِ امْتِلَاءِ الْجَوْفِ، وَنُمْسِي بِالْعَشِيِّ جِيَاعًا قَدْ خَلَتْ أَجوافنا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَتَرَّ شَيْءٍ أَمْلأَ شَيْءٍ مِنَ الْغُلَامِ التَّارّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَتَرَّ شَيْءٍ أَرخى شَيْءٍ مِنَ التَّعَبِ. يُقَالُ: تُرَّ يَا رَجُلُ. والتَّرْتَرَةُ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ. اللَّيْثُ: التَّرْتَرَةُ أَن تَقْبِضَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ تُتَرْتِرُه أَي تُحَرِّكُهُ. وتَرْتَرَ الرجُلَ: تَعْتَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي ظُنَّ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَالَ: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه
أَي حَرِّكُوهُ ليُسْتَنْكَهَ هَلْ يُوجَدُ مِنْهُ رِيحُ الْخَمْرِ أَم لَا؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ أَن يُحَرَّكَ ويُزَعْزَعَ ويُسْتَنْكَهَ حَتَّى يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ لِيُعْلَمَ مَا شَرِبَ، وَهِيَ التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ؛ وَفِي رِوَايَةٍ:
تَلْتِلُوه
، وَمَعْنَى الْكُلِّ التَّحْرِيكُ؛ وَقَوْلُ زِيدِ الْفَوَارِسِ:
أَلم تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي ... بنائِبَةٍ، زَلَّتْ وَلَمْ أَتَتَرْتَرِ
أَي لَمْ أَتزلزل وَلَمْ أَتقلقل. وتَرْتَرَ: تَكَلَّمَ فأَكثر؛ قَالَ:
قُلْتُ لِزَيْدٍ: لَا تُتَرْتِرْ، فإِنَّهُمْ ... يَرَوْنَ الْمَنَايَا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِي
وَيُرْوَى: تُثَرْثِرْ وتُبَرْبِرْ. والتَّراتِرُ: الشَّدَائِدُ والأُمور الْعِظَامُ. والتُّرَّى: اليد المقطوعة.
تشر: التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ: تِشْرينُ اسْمُ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الْخَرِيفِ بِالرُّومِيَّةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا تِشْرِينان تِشْرِينُ الأَول وَتِشْرِينُ الثَّانِي وهما قبل الكانونين.
تعر: جُرْحٌ تَعَّارٌ وتَغَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا كَانَ يَسِيلُ مِنْهُ الدَّمُ، وَقِيلَ: جُرْحٌ نَعَّار، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ بِهَراةَ يَزْعُمُ أَن تَغَّارَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ تَصْحِيفٌ، قَالَ: وقرأْت فِي كِتَابِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: جُرْحٌ تَعَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالتَّاءِ، وَتَغَّارُ بِالْغَيْنِ وَالتَّاءِ، وَنَعَّارٌ بِالنُّونِ وَالْعَيْنِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْقَأُ، فَجَعَلَهَا كُلَّهَا لُغَاتٍ وَصَحَّحَهَا، وَالْعَيْنُ وَالْغَيْنُ فِي تَعَّار وتَغَّار تَعَاقَبًا كَمَا قَالُوا العَبِيثَةُ والغَبِيثَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: التَّعَرُ اشْتِعَالُ الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ
طَهْفَةَ: مَا طَمَا الْبَحْرُ وَقَامَ تِعَارٌ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: تِعار، بِكَسْرِ التَّاءِ، جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، يَنْصَرِفُ وَلَا يَنْصَرِفُ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ:
وَمَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي، وَمَا ثَوَى ... مُقِيمًا بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها
وَقَيَّدَهُ الأَزهري فَقَالَ: تِعَارُ جَبَلٌ بِبِلَادِ قَيْسٍ؛ وَقَدْ ذكره لبيد «٢»:
(١). قوله وقد أغدو إلخ هذه ثلاثة أبيات من الهزج كما لا يخفى، لكن البيت الثالث ناقص وبمحل النقص بياض بالأصل
(٢). قوله وقد ذكره لبيد أي في قصيدته التي منها:
عشت دهراً ولا يعيش مع الأَيام ... إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَوْ تِعَارُ
كما في ياقوت