قَالَ الْهُذَلِيُّ:
بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمْسَتْ غَوارِزاً ... جَواذِبُها، تَأْبى عَلَى المُتَغَبِّرِ
وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا غَرَزَتْ وَذَهَبَ لبنُها: قَدْ جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً «١»، فَهِيَ جاذِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ: نَاقَةٌ جاذِبٌ إِذَا جَرَّتْ فزادتْ عَلَى وَقْتِ مَضْرِبها. النَّضِرُ: تَجذَّبَ اللبنَ إِذَا شَرِبَه. قَالَ العُدَيْل:
دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَ ما ... تَجَذَّبَ رَاعِي الإِبْلِ مَا قَدْ تَحَلَّبا
وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عَنْ أُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عَنِ الرَّضاعِ، وَكَذَلِكَ المُهْرَ: فَطَمَه. قَالَ أَبو النَّجْمِ يصِف فَرساً:
ثُمَّ جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، ... نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُهْ
أَي نَفْرَعُه بِاللِّجَامِ ونَقْدَعُه. ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِيفاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، وَلَمْ يَخُصَّ مِنْ أَي نوعٍ هُوَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ أَو السَّخْلةِ إِذَا فُصِلَ: قَدْ جُذِبَ. والجَذَبُ: الشَّحْمةُ الَّتِي تَكُونُ فِي رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عَنْهَا اللِّيفُ، فَتُؤْكَلُ، كأَنها جُذِبَتْ عَنِ النَّخْلَةِ. وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجَذَبُ والجِذابُ جَمِيعًا: جُمَّارُ النخلةِ الَّذِي فِيهِ خُشونةٌ، وَاحِدَتُهَا جَذَبةٌ. وَعَمَّ بِهِ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: الجَذَبُ الجُمَّارُ، وَلَمْ يَزِدْ شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ الجَذَبَ
، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ: الجُمَّارُ. والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ. أَبو عَمْرٍو يُقَالُ: مَا أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وَهُوَ زِمامُ النَّعْلِ، وَلَا ضِمْناً، وهو الشِّسْعُ.
جرب: الجَرَبُ: مَعْرُوفٌ، بَثَرٌ يَعْلُو أَبْدانَ الناسِ والإِبِلِ. جَرِبَ يَجْرَبُ جَرَباً، فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبان وأَجْرَبُ، والأُنثى جَرْباءُ، وَالْجَمْعُ جُرْبٌ وجَرْبى وجِرابٌ، وَقِيلَ الجِرابُ جَمْعُ الجُرْبِ، قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ، إِنَّمَا جِرابٌ وجُرْبٌ جَمْعُ أَجْرَبَ. قَالَ سُوَيد بْنُ الصَّلْت، وَقِيلَ لعُميِّر بْنِ خَبَّاب، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الأَصح:
وفِينا، وإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ، ... كَمَا طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ عَلَى النَّشْرِ
يَقُولُ: ظاهرُنا عِنْدَ الصُّلْح حَسَنٌ، وَقُلُوبُنَا مُتضاغِنةٌ، كَمَا تنبُتُ أَوْبارُ الجَرْبى عَلَى النَّشْر، وَتَحْتَهُ دَاءٌ فِي أَجْوافِها. والنَّشْرُ: نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسه فِي دُبُر الصَّيْفِ، وَذَلِكَ لِمَطَرٍ يُصيِبه، وَهُوَ مُؤْذٍ لِلْمَاشِيَةِ إِذَا رَعَتْه. وَقَالُوا فِي جَمْعِهِ أَجارِب أَيضاً، ضارَعُوا بِهِ الأَسْماءَ كأَجادِلَ وأَنامِلَ. وأَجْرَبَ القومُ: جَرِبَتْ إبلُهم. وَقَوْلُهُمْ فِي الدعاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَه جَرِبَ وحَرِبَ، يَجُوزُ أَن يَكُونُوا دَعَوْا عَلَيْهِ بالجَرَب، وأَن يَكُونُوا أَرادوا أَجْرَبَ أَي جَرِبَتْ إبلُه، فَقَالُوا حَرِبَ إتْباعاً
(١). قوله جذاباً هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى.