وجَمَل عِترِيفٌ وَنَاقَةٌ عِتْرِيفَة: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
مِنْ كُلِّ عِتْرِيفَةٍ لَمْ تَعْدُ أَنْ بَزَلَتْ ... لَمْ يَبْغِ دِرَّتَها داعٍ وَلَا رُبَعُ
الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ عِتْرِيف وعُترُوف أَي خَبِيثٌ فَاجِرٌ جَرِيءٌ ماضٍ. والعُتْرُفَانُ، بِالضَّمِّ: الدِّيكُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَدِيِّ ابن زَيْدٍ:
ثلاثةَ أَحْوال وَشَهْرًا مُحَرَّماً، ... تُضِيءُ كعَينِ العُتْرُفان المُحارب
وَيُقَالُ لِلدِّيكِ: العُتْرُفانُ والعُتْرُفُ والعُتْرُسان والعَتْرَس؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوَادَ فِي العُتْرُفَان الدِّيكِ:
وكأَنَّ أَسآدَ الجِيادِ شَقائق، ... أَو عُتْرُفانٌ قَدْ تَحَشْحَشَ للبِلى
يُرِيدُ دِيكًا قَدْ يَبِسَ وَمَاتَ. والعُتْرُفَانُ: نَبْتٌ عَريضٌ من نبات الربيع.
عجف: عَجَفَ نَفسَه عَنِ الطَّعَامِ يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفاً وعَجَّفَها: حبَسها عَنْهُ وَهُوَ لَهُ مُشْتَهٍ ليؤثِرَ بِهِ غيرَه وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى الْجُوعِ وَالشَّهْوَةِ، وَهُوَ التَّعْجِيف أَيْضًا؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكوع:
لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّعْجِيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إِلَى غَيْرِهِ قَبْلَ أَن يَشْبَعَ مِنَ الجُدوبة. والعُجُوفُ: تركُ الطَّعَامِ. والتَّعْجِيفُ: الأَكلُ دونَ الشِّبَعِ. والعُجُوفُ: منعُ النَّفْسِ عَنِ الْمَقَابِحِ. وعَجَفَ نفسَه عَلَى الْمَرِيضِ يَعْجِفُها عَجْفاً: صَبَّرها عَلَى تَمْريضه وأَقام عَلَى ذَلِكَ. وعَجَفْتُ نَفْسِي عَلَى أَذى الخليلِ إِذَا لَمْ تَخْذُلْه. وعَجَفَ نفسَه عَلَى فُلَانٍ، بِالْفَتْحِ، إِذَا آثَرَهُ بِالطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنِّي، وَإِنْ عَيَّرتِني نُحولي، ... أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي
لأَعْجِفُ النفسَ عَلَى الخليلِ، ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ
أَراد أَعرض الْوِدَّ وَالتَّنْوِيلَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ. وعَجَفْتُ نَفْسِي عَنْهُ عَجْفاً إِذَا احْتملتَ غيَّه وَلَمْ تُؤَاخِذْهُ. وعَجَفَ نَفْسَهُ يَعْجِفُها: حلَّمها. والتَّعْجِيف: سُوء الْغِذَاءِ والهزالُ. والعَجَفُ: ذَهَابُ السِّمَنِ والهُزالُ، وَقَدْ عَجِفَ، بِالْكَسْرِ، وعَجُفَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَعْجَفُ وعَجِفٌ، والأُنثى عَجْفَاء وعَجِفٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا عِجَافٌ حَمَلُوهُ عَلَى لَفْظِ سِمانٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَمَا قَالُوا أَبْطُحُ وبِطاح وأَجرب وجِراب وَلَا نَظِيرَ لعَجْفَاء وعِجَاف إِلَّا قولُهم حَسْناء وحِسان؛ كَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَنهم قَدْ كسَّروا بطْحاء عَلَى بِطاحٍ وبَرْقاء عَلَى بِراقٍ. ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
صِفْرُ المَباءة ذُو هِرْسَينِ مُنْعَجِفٌ، ... إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ، قلتَ: قَدْ فَرَجا «١»
قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَفعل وفَعْلاء جَمْعًا عَلَى فِعالٍ غَيْرَ أَعْجَفَ وعَجْفَاء، وَهِيَ شَاذَّةٌ، حَمَلُوهَا عَلَى لَفْظِ سِمان فَقَالُوا سِمان وعِجَاف، وَجَاءَ
(١). قوله ذو هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس: بالياء.