المَعْدِن؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَلا رَجُلٌ جَزَاه اللَّهُ خَيْرًا، ... يَدُلُّ عَلَى مُحَصِّلَة تُبِيتُ
قَالَ الأَزهري: أَي تُبِيتُني عِنْدَهَا لأُجامِعَها؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي تَبيتُ تَفْعَلُ كَذَا، وَالْبَيْتُ مُضَمَّن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ فَاعِلٌ بإِضمار فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ يَدُلُّ تَقْدِيرُهُ هَلّا يَدُلُّ رَجُلٌ عَلَى مُحَصِّلة، وأَنشده سِيبَوَيْهِ: أَلا رَجُلًا، بِالنَّصْبِ، وَقَالَ: تَقْدِيرُهُ أَلا تُرُوني رَجُلًا، وَقِيلَ: بِمَعْنَى هَاتِ لِي رَجُلًا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُرْوَى أَلا رجلٍ، بِمَعْنَى أَما من رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ المُحَصِّلة الَّتِي تُمَيِّز الذَّهَبَ مِنَ الْفِضَّةِ؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ:
تُرَجِّل جُمَّتي وتَقُمُّ بَيْتي، ... وأُعْطِيها الإِتاوَة، إِنْ رَضِيتُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
بذَهَب «١» لَمْ تُحَصَّل مِنْ تُرَابِهَا
أَي لَمْ تُخَلَّص، وَالذَّهَبُ يُذَكَّر ويؤَنث. وحَصَّلْت الأَمر: حَقَّقْتُه وأَبَنْته. وحَوْصَلاءُ والحَوْصَلاء: موضع.
حضل: حَضِلَت النخلةُ حَضَلًا: فَسَدَتْ أُصُولُ سَعَفِها، وصلاحُها أَن تُشْعَل النَّارُ فِي كَرَبها حَتَّى يَحْتَرِقَ مَا فَسَدَ مِنْ لِيفِها وسَعَفِها ثُمَّ تَجُود بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ حَضِلَتْ وحَظِلَت، بِالضَّادِ وَالظَّاءِ، وَاللَّهُ أَعلم.
حطل: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحِطْل الذِّئْب، وَالْجَمْعُ أَحْطال.
حظل: الحَظْل: المَنْع مِنَ التَّصَرُّفِ والحركةِ، حَظَل يَحْظِل ويَحْظُل حَظْلًا وحِظْلاناً وحَظَلاناً؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِمَنْظُورٍ الدُّبَيري:
تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُغَلِّس ... فَقُلْتُ لَهَا: لَمْ تَقْذِفِينِي بِدَائياً
فإِني رأَيت الباخِلينَ مَتَاعُهُمْ ... يُذَمُّ ويَفْنى، فارْضَخي مِنْ وِعائياً
فَلَنْ تَجِدِيني فِي الْمَعِيشَةِ عَاجِزًا، ... وَلَا حِصْرِماً خِبًّا شَدِيدًا وِكائياً
وَيُرْوَى:
تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُحَلِّم
والحَظْل: غَيْرة الرَّجُلِ عَلَى المرأَة ومَنْعُه إِياها مِنَ التَّصَرُّفِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ البَخْتَري الجَعْدي يَصِفُ رَجُلًا بشدَّة الغَيْرة والطَّبانة لِكُلِّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى حَلِيلته:
فَمَا يُخْطِئْك لَا يُخْطِئْك مِنْهُ ... طَبَانِيةٌ، فَيَحْظُل أَو يَغَار
وحَظَل عَلَيْهِ حِظْلاناً: حَجَر. شَمِرٌ: حَظَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ وحَظَرْت وعَجَرْت وعَجَزْت وحَجَرْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُهُ وأَنشد بَيْتَ البَخْتري الجَعْدي؛ وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ:
فَمَا يُعْدِمْكَ لَا يُعْدِمْكَ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ، بِكَسْرِ الْكَافِ، لأَنه يُخَاطِبُ مؤَنثاً، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: فَمَا يُخْطِئْك لَا يُخْطِئْك، كَمَا أَوْردناه أَولًا؛ وَقَبْلَهُ:
أَلا يَا لَيْل، إِنْ خُيِّرْتِ فِينَا ... بِنَفْسِي، فانْظُري أَيْنَ الخِيار
وَلَا تَسْتَبْدِلي مِنِّي دَنِيئاً ... وَلَا بَرَماً، إِذا خَبَّ القُتَار
(١). قوله بذهب هكذا في الأصل، والذي في نسخة النهاية التي بأَيدينا: بذهبة بالهاء