يَكُونُ جَمْعُ سَدُومٍ كَرَسُول ورُسْل، والأَصل فِيهِ التَّثْقِيلُ. ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ وسُدُمٌ مِثْلَ عُسْرٍ وعُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
يَشْرَبْنَ مِنْ ماوانَ مَاءً مُرّا، ... وَمِنْ سَنامٍ مثْلَهُ، أَو شَرّا،
سُدْمَ المَساقي المُرْخِيات صُفْرا
قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي السُّدْمِ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ:
إِذا مَا المِياهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها، ... مِنَ الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ
وَقَالَ الأَخطل:
حَبَسُوا المَطِيَّ عَلَى قليلٍ عَهْدُهُ ... طامٍ يَعِينُ، وَغَائِرٍ مَسْدُوم
والسَّدِيمُ: التَّعَب. والسَّدِيم: السَّدر. والسَّديمُ: الْمَاءُ المُنْدِفق. والسَّديمُ: الْكَثِيرُ الذِّكْرِ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
لَا يَذْكرون اللَّهَ إِلَّا سَدْما
قَالَ اللَّيْثُ: مَاءٌ سُدُمٌ وَهُوَ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الأَقْمِشَة والجَوْلانُ حَتَّى يَكَادَ يَنْدَفِنُ، وَقَدْ سَدَمَ يَسْدُمُ. وَيُقَالُ: مَنْهَلٌ سَدُوم فِي مَوْضِعٍ سُدُمٍ؛ وأَنشد:
ومَنْهَلًا ورَدْته سَدُوما
وسَدُومُ، بِفَتْحِ السِّينِ: مَدِينَةٌ بحِمْص، وَيُقَالُ لِقَاضِيهَا: قَاضِي سَدُومَ، وَيُقَالُ: هِيَ مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ كَانَ قَاضِيهَا يُقَالُ لَهُ سَدُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كَذَلِكَ قَومُ لوطٍ حِينَ أَمْسَوْا ... كعَصْفٍ، فِي سَدُومِهِمُ، رَميمِ
الأَزهري: قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ المُزال والمُفْسَد إِنما هُوَ سَذُوم، بالذال المعجمة، قال: وَالدَّالُ خطأٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنه سَذُوم، بالذال المعجمة، قال وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ؛ قَالَ: وَكَذَا روي بيت عمرو ابن دَرَّاكٍ الْعَبْدِيِّ:
وإِني، إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَيْسٍ، ... وخالَفْتُ المُرُونَ عَلَى تَميمِ
«١»، لأَعْظَمُ فَجْرَةً مِنْ أَبِي رِغالٍ، ... وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ
قَالَ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تَحْذِفَ مُضَافًا تَقْدِيرُهُ مِنْ أَهل سَدُوم، وَهُمْ قَوْمُ لُوطٍ فِيهِمْ مَدِينَتَانِ وَهُمَا سَدُوم وعاموراءُ أَهلكهما اللَّهُ فِيمَا أَهلكه، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ سَدُوم اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ: وَكَذَا نَقَلَ أَهل الأَخبار، قَالُوا: كَانَ سَدُوم مَلِكاً فَسُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِاسْمِهِ، وَكَانَ مِنْ أَجور الْمُلُوكِ؛ وأَنشد ابْنُ حَمْزَةَ بَيْتَيْ عَمْرِو بْنِ درّاكٍ وَالْبَيْتُ الثَّانِي:
لأَخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ شيخٍ مَهْوٍ، ... وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ
وَنَسَبَهُمَا إِلى ابْنِ دَارَةَ، قَالَهُمَا فِي وَقْعَةِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو القم «٢».
سذم: الأَزهري: أُهملت السِّينُ مَعَ التَّاءِ وَالذَّالِ وَالظَّاءِ فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاص كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَما قَوْلُهُمْ: هَذَا قَضَاءُ سَذُوم، بالذال، فَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ إِنه أَعجمي، وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الْجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَكَذَلِكَ السَّبَذَةُ فارسي.
(١). قوله وخالفت المرون هكذا هو بالأَصل
(٢). قوله عمرو القم هكذا هو بالأصل