اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ قِصْمَةِ السواكِ.
وَالْقِصْمَةُ، بِكَسْرِ الْقَافِ، أَي الْكَسْرَةُ مِنْهُ إِذا اسْتِيكَ بِهِ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ. وقَصَمَه يَقْصِمُه قَصْماً: أَهلكه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ
؛ كَمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بقَصَمنا، وَمَعْنَى قَصَمْنَا أَهلكنا وأَذهبنا. وَيُقَالُ: قَصَمَ اللَّهُ عُمُر الْكَافِرَ أَي أَذهبه. والقاصِمةُ: اسْمُ مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ لأَنها قَصَمت الْكُفْرَ أَي أَذْهَبته. والقَصْمة، بِالْفَتْحِ: مَرْقاة الدَّرَجَةِ مِثْلَ القَصْفة. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن الشَّمْسَ لتَطْلُعُ مِنْ جَهَنَّمَ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَمَا تَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ مِنْ قَصْمة إِلا فُتحَ لَهَا بَابٌ مِنَ النَّارِ، فإِذا اشتدَّت الظَّهِيرَةُ فُتحت الأَبواب كُلُّهَا.
وَسُمِّيَتِ الْمَرْقَاةُ قَصْمَة لأَنها كَسْرَةٌ مِنَ القَصْم الْكَسْرِ. وكلُّ شَيْءٍ كَسَرْته فَقَدْ قَصَمْته. وأَقْصامُ المَرْعى: أُصُوله وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ الطَّريفة، الْوَاحِدُ قِصْمٌ. والقَصْمُ: الْعَتِيقُ مِنَ الْقُطْنِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والقَصِيمَة: مَا سَهُلَ مِنَ الأَرض وَكَثُرَ شَجَرُهُ. والقَصِيمةُ: مَنْبِت الغَضى والأَرْطَى والسَّلَم؛ وَهِيَ رَمَلَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وكتِيبة الأَحْلافِ قَدْ لاقَيْتُهمْ، ... حيثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ
وَقَالَ بِشْرٌ فِي مُفْرَدِهِ:
وباكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ ... أَزَلُّ، كسِرْحانِ القَصِيمةِ، أَغْبَرُ
قَالَ: وَقَالَ أُنَيْف بْنُ جَبَلة:
ولقدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَحْمِلُ شِكَّتي ... عَتِدٌ، كسِرْحانِ القَصِيمَة، مُنْهِب
اللَّيْثُ: القَصِيمَةُ مِنَ الرَّمْلِ مَا أَنبت الغَضَى وَهِيَ القَصَائِمُ. أَبو عُبَيْدٍ: القَصَائِمُ مِنَ الرِّمَالِ مَا أَنبت العِضاه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ اللَّيْثِ فِي القَصِيمَة مَا يُنبت الْغَضَى هُوَ الصَّوَابُ. والقَصِيمُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ يَشُقُّه طَرِيقُ بَطْن فَلْجٍ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:
يَا رِيَّها اليومَ عَلَى مُبِينِ، ... عَلَى مُبينٍ جَرِدِ القَصِيمِ
مُبِين: اسْمُ بِئْرٍ. والقَصِيم: نَبْت. والأَجارِدُ مِنَ الأَرض: مَا لَا يُنبت؛ وَقَالَ:
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وعِشارٍ كُومِ ... باتَتْ تُعَشَّى اللَّيلَ بالقَصِيم،
الرِّيَاشِيُّ: أَنشدني الأَصمعي فِي النُّونِ مَعَ الْمِيمِ:
يَطْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ، ... تحْتَ الذُّنابَى فِي مكانٍ سُخْنِ
قَالَ: وَيُسَمَّى هَذَا السِّنَادُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمَّى الدَّالَ وَالْجِيمَ الإِجادة، رَوَاهُ عَنِ الْخَلِيلِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ صَيّاداً:
وأَشْعَثَ أَعْلى مَالِهِ كِفَفٌ لَهُ، ... بفَرْشِ فَلاة، بَيْنَهُنَّ قَصِيمُ الفَرْش
مَنابت العُرْفُط. ابْنُ الأَعرابي: فَرْشٌ مِنْ عُرفط، وقَصِيمَةٌ مِنْ غَضىً، وأَيْكَةٌ مِنْ أَثْل، وغالٌّ مِنْ سَلَم، وسَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ لِلْجَمَاعَةِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَصِيمُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَجَمة الْغَضَى، وَجَمْعُهَا قَصَائِم وقُصْم. والقَصِيمَةُ: الغَيْضة. والقَيْصُوم: مَا طَالَ مِنَ الْعُشْبِ، وَهُوَ كالقَيْعُون؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَيْصُوم: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَيْصُوم مِنَ الذُّكُورِ وَمِنَ الأَمْرار، وَهُوَ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ مِنْ رَياحين الْبَرِّ، وَوَرَقُهُ هَدَب، وَلَهُ