فَلَا تُوعِدَنِّي، إنَّني إنْ تُلاقِني ... مَعِي مَشْرَفِيٌّ فِي مَضارِبهِ قَضَمْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ قَصَم، بِصَادٍّ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ وَيُرْوَى صَدْرُهُ:
مَتى تَلْقَني تَلْقَ امْرأً ذَا شَكِيمةٍ
والقَضِيم: الْجِلْدُ الأَبيض يُكْتَبُ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ، وَقِيلَ: النِّطع، وَقِيلَ: هُوَ العَيبة، وَقِيلَ: هُوَ الأَديم مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ حَصِيرٌ مَنْسُوجٌ خُيُوطُهُ سيُور بِلُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيولَها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ، نَمَّقَتْه الصَّوانِعُ
وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَقضِمةٌ وقُضُم، فأَما القَضَمُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَفِي حَدِيثُ
الزُّهْرِيِّ: قُبض رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقُرْآنُ فِي العُسُب والقُضُم
؛ هِيَ الْجُلُودُ الْبِيضُ، وَاحِدُهَا قَضِيم، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى قَضَم، بِفَتْحَتَيْنِ، كأَدَمٍ وأَدِيمٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَهِيَ تَلْعَبُ بِبِنْتٍ مُقَضِّمة
؛ هِيَ لُعبة تُتَّخَذُ مِنْ جُلُودٍ بِيضٍ، وَيُقَالُ لَهَا بِنْتُ قُضَّامَة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلِعْبَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ اسْمُهَا بِنْتُ قُضَّامَة، بِضَمِّ الْقَافِ غَيْرَ مَصْرُوفٍ، تُعْمَلُ مِنْ جُلُودٍ بِيضٍ. والقَضِيم: النَّطْعُ الأَبيض، وَقِيلَ: مِنْ صُحُفٍ بِيضٍ مِنَ القَضِيمَة وَهِيَ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَضِيمة الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ كالقَضِيم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَجَمْعُهَا قُضُم كَصَحِيفَةٍ وَصُحُفٍ، وقَضَمٌ أَيضاً، قَالَ: وَعِنْدِي أَن قَضَماً اسْمٌ لِجَمْعِ قَضِيمة كَمَا كَانَ اسْمًا لِجَمْعِ قَضِيمٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي القَضِيم بِمَعْنَى الْجِلْدِ الأَبيض:
كأَنَّ مَا أبْقَتِ الرَّوامِسُ مِنْهُ، ... والسِّنُونَ الذَّواهِبُ الأُوَلُ،
قَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوانِعُه، ... فِي يَمَنِيِّ العَيَّاب، أَو كِلَلُ
غَلَا أَيْ تأَنَّق فِي صُنْعِهِ. اللَّيْثُ: والقَضِيم الْفِضَّةُ؛ وأَنشد:
وثُدِيٌّ ناهِداتٌ، ... وبَياضٌ كالقَضِيمِ
قَالَ الأَزهري: القَضِيم هَاهُنَا الرَّق الأَبيض الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَعرف الْقَضِيمَ بِمَعْنَى الْفِضَّةِ فَلَا أَدري مَا قَوْلُ اللَّيْثِ هَذَا. والقُضَامُ والقَضَاضِيمُ: النَّخْلُ الَّتِي تَطُولُ حَتَّى يَخِفّ ثَمَرُهَا، وَاحِدَتُهَا قُضَّامَة وقُضامةٌ. والقُضَّام: مِنْ نَجِيلِ السِّبَاخِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنَ الْحَمْضِ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ الخِذْراف، فَإِذَا جَفَّ ابيضَّ، وَلَهُ وُرَيْقَةٌ صَغِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: كَانَتْ قُرَيْشٌ إِذَا رأَته قَالَتْ احْذَرُوا الحُطَمَ احْذَرُوا القُضَمَ
أَيِ الَّذِي يَقْضَمُ الناس فيُهْلِكُهم.
قضعم: القَضْعَم والقَعْضَم: هُوَ الشَّيْخُ الْمُسِنُّ الذَّاهِبُ الأَسنان. ابْنُ بَرِّيٍّ: القَضْعَم الأَدْرد؛ قَالَ خُلَيْدٌ الْيَشْكُرِيُّ:
دِرْحاية البطنِ يُناغي القَضْعَمَا
الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْهَرِمَةِ قِضْعم وجِلْعِم.
قطم: القَطَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَهْوَةُ اللَّحْمِ والضِّراب وَالنِّكَاحِ قَطِمَ يَقْطَم قَطَماً فَهُوَ قَطِمٌ بيِّن القَطَم أَيِ اهتاجَ وأَراد الضِّرَابَ وَهُوَ شِدَّةُ اغْتِلَامِهِ، وَرَجُلٌ قَطِم: شَهْوان لِلَّحْمِ. وقَطِمَ الصقْر إِلَى اللَّحْمِ: اشْتَهَاهُ، وَقِيلَ: كُلُّ مُشتهٍ شَيْئًا قَطِمٌ، وَالْجَمْعُ قُطُمٌ. والقَطِمُ: الْغَضْبَانُ. وَفَحْلٌ قَطِمٌ وقِطَمٌّ وقِطْيَمٌّ: ضَؤُولٌ؛ وأَنشد:
يَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْيَمّا «٢».
(٢). قوله قرماً كذا في النسخة المنقولة مما في وقف السلطان الأَشرف، والذي في التهذيب: قطماً