صَهٍ يَا رَجُلُ بِالتَّنْوِينِ فإِنما تُرِيدُ الْفَرْقَ بَيْنَ التَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ لأَن التَّنْوِينَ تَنْكِيرٌ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ تَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِمَعْنَى اسْكُتْ؛ قَالَ: وَهِيَ مِنْ أَسماء الأَفعال، وَتُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ، فَهِيَ لِلتَّنْكِيرِ كأَنك قُلْتَ اسْكُتْ سُكُوتًا، وإِذا لَمْ تُنَوِّنْ فَلِلتَّعْرِيفِ أَي اسْكُتِ السُّكُوتَ الْمَعْرُوفَ مِنْكَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم.
فصل الضاد المعجمة
ضبه: الضَّبْهُ: مَوْضِعٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ للحَذْلَمِيِّ:
مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ «١».
فصل الطاء المهملة
طله: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بَقِيَتْ مِنْ أَموالهم طُلْهَةٌ أَي بَقِيَّةٌ. وَيُقَالُ: فِي الأَرض طُلْهة مِنْ كَلإٍ وطُلاوَة ومُرَاقَةٌ أَي شَيْءٌ صَالِحٌ مِنْهُ. قَالَ: والطُّلْهُم مِنَ الثيابِ الخِفافُ لَيْسَتْ بجُدُدٍ وَلَا جِيادٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: عِشاءٌ أَطْلَهُ وأَدْهَسُ وأَطْلَسُ إِذا بَقِيَ مِنَ العِشاء ساعةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، فَقَائِلٌ يَقُولُ أَمْسَيْتُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ لَا، فَالَّذِي يَقُولُ لَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ. وَيُقَالُ: فِي السَّمَاءِ طُلَهٌ وطُلَسٌ، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْ السحاب.
طمه: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي المُطَمَّهُ المُطَوَّلُ، والمُمَطَّهُ المُمَدَّد، والمُهَمَّطُ المُظلَّمُ. يقال: هَمَطَ إِذا ظَلَم.
طهطه: فرسٌ طَهْطاهٌ: فَتِيٌّ مُطَهَّمٌ، وَقِيلَ: فَتيٌّ رائعٌ. اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ
طَهْ
مَجْزُومَةً: إِنها بِالْحَبَشِيَّةِ يَا رَجُلُ، قَالَ: وَمَنْ قَرأَ
طَهَ
فَحَرْفَانِ،
قَالَ: وَبَلَغَنَا أَن مُوسَى لَمَّا سَمِعَ كَلَامَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَفَزَّهُ الْخَوْفُ حَتَّى قَامَ عَلَى أَصابع قَدَمَيْهِ خَوْفًا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَهْ أَي اطْمَئِنَّ.
الْفَرَّاءُ:
طَهَ
حَرْفُ هِجَاءٍ. قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ
طَهَ
يَا رجلُ يَا إِنسانُ، قَالَ:
وحَدَّثَ قيْسٌ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ: قرأَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ طَهْ، فَقَالَ لَهُ عبدُ اللَّهِ: طِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَليس أُمِرَ أَن يَطَأَ قَدَمَه؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: هَكَذَا أَقرأَنيها رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَانَ بَعْضُ القُرّاء يُقَطّعُها
ط هـ
، وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي حَاتِمٍ قَالَ:
طَهَ
افتتاحُ سُورَةٍ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الكلامَ فخاطبَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى، وَقَالَ قَتَادَةُ:
طَهَ
بالسُّرْيانية يَا رَجُلُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةُ:
هِيَ بالنَّبَطِيَّة يَا رَجُلُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابن عباس
: فصل العين المهملة
عته: التَّعَتُّه: التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
بعدَ لَجاجٍ لَا يَكادُ يَنْتَهي ... عَنِ التَّصابي، وَعَنِ التَّعَتُّهِ
وَقِيلَ: التَّعَتُّه الدَّهَشُ، وَقَدْ عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً وعُتْهاً وعُتَاهاً. والمَعْتُوه: المَدْهُوشُ مِنْ غَيْرِ مَسِّ جُنُونٍ. والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ: المجنونُ، وَقِيلَ: المَعْتُوه الناقصُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ مُعَتَّهٌ إِذا كَانَ مَجْنُونًا مُضْطَرِبًا فِي خَلْقِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
رُفِعَ القَلمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: الصَّبِيِّ وَالنَّائِمِ والمَعْتُوه
؛ قَالَ: هُوَ الْمَجْنُونُ المُصاب بِعَقْلِهِ، وَقَدْ عُتِهَ فَهُوَ مَعْتُوه. وَرَجُلٌ مُعَتَّه إِذا كَانَ عَاقِلًا مُعْتَدِلًا فِي خَلْقِه. وعُتِهَ فلانٌ فِي الْعِلْمِ إِذا أُولِعَ بِهِ وحَرَصَ عَلَيْهِ. وعُتِهَ
(١). قوله مضارب الضبه الذي في المحكم: فضارب بالفاء