رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقاب النَّاسِ
أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة. وَفِي الْحَدِيثِ:
وكَثْرة الخُطَى إِلى المَسْجِد.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*
؛ قِيلَ: هِيَ طُرُقه أَي لَا تَسْلُكوا الطَّرِيقَ الَّتِي يَدْعُوكُمْ إِليها؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*
أَي فِي الشَّرِّ، يُثَقَّل، قَالَ: وَاخْتَارُوا التَّثْقِيلَ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِشباع وَخَفَّفَ بَعْضُهُمْ، قَالَ: وإِنما تَرَك التثقيلَ مَنْ تَرَكه اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّةِ مَعَ الْوَاوِ يَذْهَبُونَ إِلى أَن الْوَاوَ أَجْزتْهم مِنَ الضَّمَّةِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْمَعُ فُعْلة مِنَ الأَسماء عَلَى فُعُلات مِثْلَ حُجْرة وحُجُرات، فَرْقًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالنَّعْتِ، النَّعْتُ يُخَفَّف مِثْلُ حُلْوة وحُلْوات فَلِذَلِكَ صَارَ التَّثْقِيلَ الاختيارَ، وَرُبَّمَا خُفِّفَ الِاسْمُ، وَرُبَّمَا فُتِح ثَانِيهِ فَقِيلَ حُجَرات؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: خُطُوات الشَّيْطَانِ طُرُقه وآثارُه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه مَعْصِيَةٌ إِنه لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ لا تَقْتَدُوا بِهِ، قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ خُطُؤات الشَّيْطَانِ مِنَ الخَطيئةِ المَأْثم؛ قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنْ قُرَّاءِ الأَمْصار قرأَه بِالْهَمْزَةِ وَلَا مَعْنَى لَهُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَاقَتُكَ هَذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيات الجِيَفِ أَي هِيَ نَاقَةٌ قَوِيّة جَلْدَة تَمْضي وتُخَلِّف الَّتي قَدْ سَقَطَت. وتَخَطَّى الناسَ واخْتَطاهم: رَكِبَهم وجاوزَهم. وخَطَوْت واخْتَطَيْتُ بِمَعْنًى. وأَخْطَيْت غَيْرِي إِذا حَمَلْته عَلَى أَن يَخْطُو، وتَخَطَّيْته إِذا تجاوزْته. يُقَالُ: تَخَطَّيت رقابَ الناسِ وتَخَطَّيْت إِلى كَذَا، وَلَا يُقَالُ تَخَطَّأْت بِالْهَمْزِ. وَفُلَانٌ لَا يَتَخَطَّى الطُّنُبَ أَي لَا يَبْعُد عَنِ الْبَيْتِ للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً. وَفِي الدُّعَاءِ إِذا دُعِيَ للإِنسان:
خُطِّيَ عَنْك السُّوءُ
أَي دُفِعَ. يُقَالُ: خُطِّيَ عَنْكَ أَي أُميطَ. قَالَ: والخَطَوْطَى النَّزِقُ.
خظا: الْخَاظِي: الكثيرُ اللَّحمِ. خَظا لَحْمُهُ يَخْظُو خُظُوّاً وخَظِيَ خَظاً: اكْتَنَز، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ خَظِيَ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ السَّعْدِيُّ:
وأَهْلَكَني لَكُمْ، فِي كلِّ يَومٍ، ... تَعَوُّجُكُم عليَّ وأَسْتَقيمُ
رقابٌ كالمَواجِن خَاظِيَاتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ
والخَاظِي: المُكْتَنِزُ. ولحمُه خَظا بَظا: إِتباع، وأَصله فَعَلٌ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ:
خَاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا
لأَن أَصلها الْوَاوُ. وخَظا بَظا: مُكْتَنِزٌ. الْفَرَّاءُ: خَظَا بَظا وكَظا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، يَعْنِي اكْتَنَز، وَمِثْلُهُ يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ فَرَسٌ خَظٍ بَظٍ، ثُمَّ يُقَالُ خَظاً بَظاً. وَيُقَالُ: خَظِيَة بَظِيَة، ثُمَّ يُقَالُ خَظاةٌ بَظاة قُلِبَت الْيَاءُ أَلفاً سَاكِنَةً عَلَى لُغَةِ طيِء. وَفِي حَدِيثِ
سَجاح امرأَةِ مُسَيْلمة: خَاظِي البَضِيع
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، والبَضِيعُ اللحمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِيط:
يَعْدُو بِهِ خَاظِي البَضِيعِ، ... كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ
قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَزَّازُ إِلَّا خَظِيَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ خَظِيَ وخَظَى، بِالْفَتْحِ أَكثر، وأَما قَوْلُهُمْ حَظِيَت المرأَة وبَظِيَتْ مِنَ الحُظْوَة فَهُوَ بِالْحَاءِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع فِيهِ الْخَاءَ. والخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: