وَإِنَّمَا اسْتُعْمِلَ سَواءٌ اسْمًا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِهِ:
وَلَا يَنْطِقُ الفحشاءَ مَنْ كَانَ منهمُ، ... إِذَا جَلَسُوا مِنَّا وَلَا مِنْ سَوائِنا
وَكَقَوْلِ الأَعشى:
وَمَا عَدَلَتْ عَنْ أَهلِها لِسَوَائِكا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سواءٌ الْمَمْدُودَةٌ الَّتِي بِمَعْنَى غيرٍ هِيَ ظرْفُ مَكَانٍ بِمَعْنَى بَدَلٍ؛ كَقَوْلِ الْجَعْدِيِّ:
لَوَى اللهُ علْمَ الغيبِ عَمَّنْ سَوَاءَهُ، ... ويَعْلَمُ مِنْهُ مَا مَضَى وتأَخَّرا
وَقَالَ يَزِيدُ بنُ الحَكَم:
همُ البُحورُ وتَلْقى مَنْ سَوَاءَهُم، ... مِمَّنْ يُسَوَّدُ، أثْماداً وأَوْشالا
قَالَ: وسِوَى مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَيْسَتْ بمُتَمَكِّنةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
سَقاكِ اللهُ يَا سَلْمى سَقاكِ، ... ودارَكِ باللِّوَى دارَ الأَرَاكِ
أَمَا والرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ، ... ومَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأَراكِ
لَقَدْ أَضْمَرْتُ حُبَّكِ فِي فُؤَادِي، ... وَمَا أَضْمَرْتُ حُبًّا مِن سِواكِ
أَطَعْتِ الآمِرِيك بقَطْع حَبْلِي، ... مُرِيهِمْ فِي أَحِبَّتهم بذاكِ،
فإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِيهم، ... وإنْ عاصَوْكِ فاعْصِي مَنْ عَصاكِ
ابْنُ السِّكِّيتِ: سَواءٌ، مَمْدُودٌ، بِمَعْنَى وسَط. وَحَكَى الأَصمعي عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَر: انْقَطَع سَوَائِي أَي وَسَطي، قَالَ: وسِوىً وسُوىً بِمَعْنَى غيرٍ كَقَوْلِكَ سَواءٌ. قَالَ الأَخفش: سِوىً وسُوىً إِذَا كَانَ بِمَعْنَى غيرٍ أَو بِمَعْنَى العدلِ يَكُونُ فِيهِ ثلاثُ لغاتٍ: إِنْ ضمَمْتَ السِّينَ أَو كسَرْت قَصرْتَ فِيهِمَا جَمِيعًا، وإنْ فتحتَ مَددْتَ، تَقُولُ مَكَانٌ سِوىً وسُوىً وسَواءٌ أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ فِيمَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ؛ قَالَ مُوسَى بْنُ جَابِرٍ:
وجَدْنا أَبانا كَانَ حَلَّ ببَلْدَةٍ ... سِوىً بَيْنَ قَيْسٍ، قَيْسِ عَيْلانَ، والفِزْرِ
وَتَقُولُ: مَرَرْتُ برجُلٍ سِواكَ وسُواكَ وسَوائِكَ أَي غَيْرِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يأْت سواءٌ مكسورَ السِّينِ مَمْدُودًا إِلَّا فِي قَوْلِهِمْ: هُوَ فِي سِوَاء رأْسِه وسِيِّ رأْسِه إِذَا كَانَ فِي نَعْمة وخِصْبٍ، قَالَ: فَيَكُونُ سِواءٌ عَلَى هَذَا مصدَر ساوَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وسِيٌّ بِمَعْنَى سَواءٍ، قَالَ: وَقَوْلُهُمْ فلانٌ فِي سِيِّ رأسِه وَفِي سَوَاء رأْسِه كلُّه مِنْ هَذَا الْفَصْلِ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلٍ سَيا وفسَّره فَقَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ يُقَالُ هُوَ فِي سِيِّ رأْسه وَفِي سَواء رأْسه إِذَا كَانَ فِي النَّعمة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ يفسرُ سِيّ رأْسه عَدَدَ شَعرَه مِنَ الْخَيْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كأَنه خاضِبٌ، بالسِّيِّ مَرْتَعُه، ... أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وَهُوَ مُنْقَلِبُ «٢»
. وَمَكَانٌ سِوىً وسُوىً: مُعْلَمٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَكَانًا سِوىً، وسُوىً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ بِالْفَتْحِ إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى نَصَفٍ وعَدْلٍ فتَحوه ومَدُّوه، والكسْرُ والضمُّ معَ القَصْر عَرَبيّانِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا. قَالَ اللَّيْثُ: تصغيرُ سَواءٍ الممدودِ سُوَيٌّ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَكاناً سُوىً
ويُقْرَأُ بِالضَّمِّ، وَمَعْنَاهُ مَنْصَفاً أَي مَكَانًا يَكُونُ للنَّصَفِ فِيمَا بينَنا وَبَيْنَكَ، وَقَدْ جَاءَ فِي اللُّغَةِ سَواءٌ بهذا المعنى،
(٢). قوله كأنه خاضب إلخ قال الصاغاني الرواية: أذاك أم خاضب إلخ. يعني أذاك الثور الذي وصفته يشبه ناقتي في سرعتها أم ظليم هذه صفته