قَالَ الطرِمّاح:
ليلَة هاجَتْ جُمادِيَّة، ... ذَاتُ صِرٍّ جِرْبياء البَشامْ
«١». ورْدَة أَدْلَجَ صِنَّبْرُها، ... تحتَ شَفَّانِ شَباً ذِي سِجامْ
ورَدة حَمْراء أَي السَّنة الشَّدِيدَةُ، والشَّبَا: البَرَدُ، وسِجام: مَطر. وَفِي حَدِيثِ
وائِل بنِ حُجْرٍ: أَنه كَتَبَ لأَقْيالِ شَبْوَةَ بِمَا كَانَ لَهُمْ فِيهَا مِنْ مِلْكٍ
؛ شَبْوَةُ: اسمُ الناحِيةِ الَّتِي كَانُوا بِهَا مِنَ اليَمَن وحَضْرَمَوتَ، وَفِيهِ: فَمَا فَلُّوا لَهُ شَباةً؛ الشَّباةُ: طَرَفُ السَّيْفِ وحَدُّه، وجَمْعُها شَباً. والشَّباةُ: العَقْرَبُ حِينَ تَلِدُها أُمُّها، وَقِيلَ: هِيَ العَقربُ الصَّفْراءُ، وَجَمْعُهَا شَبَوات. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنَّحْوِيُّون يَقُولُونَ شَبْوَةُ العَقْرَبُ، مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَقِيلَ: شَبْوَةُ هِيَ العَقْرَبُ مَا كانتْ، غيرُ مُجْراةٍ؛ قَالَ:
قدْ جَعَلتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ، ... تَكْسُو اسْتَها لحْماً وتَقْشَعِرُّ
وَيُرْوَى: وتَقْمَطِرُّ؛ يَقُولُ: إِذَا لدَغَتْ صَارَ اسْتُها فِي لَحْم الناسِ فَذَلِكَ اللحْم كِسوَةٌ لَهَا. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مِنْ أَسماءِ العَقْرَبِ الشَّوْشَبُ والفِرْضِخُ وتَمْرَة «٢»، لَا تَنْصَرفُ؛ قَالَ: وشَباةُ العَقْرب إبْرَتُها. والشَّبْوُ: الأَذى. وجاريةٌ شَبْوَةٌ: جَرِيئَةٌ كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ فاحشةٌ. وأَشْبى الرجلُ: وُلِدَ لهُ ولدٌ كَيِّسٌ ذَكِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ هرْمَة:
هُمُو نبَتُوا فَرْعاً بكُلِّ شَرارَةٍ ... حَرامٍ، فأَشْبَى فَرْعُها وأُرُومُها
ورجلٌ مُشْبىً إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلدٌ ذكِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُشْبىً عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ، ورَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُشْبٍ، قَالَ: وَهُوَ الْقِيَاسُ وَالْمَعْلُومُ. الْيَزِيدِيُّ: المُشْبي الَّذِي يُولد لَهُ وَلدٌ ذكيٌّ، وَقَدْ أَشْبى؛ وأَنشد شمِر قَوْلُ ذِي الإِصْبَع العَدَواني:
وهُمْ إنْ وَلَدُوا أَشْبَوْا ... بِسِرِّ الحسَبِ المَحْضِ
قَالَ: وأَشْبى إِذَا جاءَ بوَلدٍ مِثْلَ شَبا الحدِيد. ابْنُ الأَعرابي: رجلٌ مُشْبٍ وَلَد الكِرام. والمُشْبي: المُشْفِقُ، وَهُوَ المُشْبِلُ. وأَشْبَى فُلاناً وَلدُه أَي أَشْبَهُوه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعِمْرانَ بنِ حَطَّانَ يصف رَجُلًا مِنَ الخوارِج وأَنَّ أُمَّه قَدْ أَنْجَبَتْ بولادَته:
قَدْ أَنْجَبَتْهُ وأَشْبَتْه وأَعْجَبَها، ... لَوْ كَانَ يُعجِبُها الإِنجابُ والحَبَلُ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِشْباءُ الإِعْطاء؛ وأَنشد لِلْقُشَيْرِيِّ:
إنَّ الطرِمَّاحَ الَّذِي دَرْبَيْتِ ... دَحاكِ، حَتَّى انْصَعْتِ قدْ أَمْنَيْتِ
فكُلَّ خَيْرٍ أَنْتِ قَدْ أَشْبَيْتِ، ... تُوبي منَ الخِطْءِ فَقَدْ أَشْصَيْتِ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَشْبَى أَشْفَقَ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
يُشْبي عليَّ والكَرِيمُ يُشْبِي
وامرأَة مُشْبِيَةٌ عَلَى ولدِها: كمُشْبِلة. والمُشْبَى: المُكْرَمُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والإِشْبَاءُ: الدفْعُ.
(١). قوله البشام هكذا في الأَصل المعتمد بيدنا هنا، وفي مادة ج م د من اللسان: النسام، وفي التهذيب في مادة ج م د: السنام
(٢). قوله وتمرة هكذا في الأَصل والتهذيب