وإِن شئتَ فاقْتُلْنا بمُوسى رَمِيضةٍ ... جَمِيعًا، فَقَطِّعْنا بِهَا عُقَدَ العُرا
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، يُقَالُ: هَذَا مُوسَى كَمَا تَرَى، وَهُوَ مُفْعَلٌ مِنْ أَوْسَيْت رأْسَه إِذا حَلَقْتَه بالمُوسى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَمْ نَسْمَعِ التَّذْكِيرَ فِيهِ إِلا مِنَ الأُمَويّ، وَجَمْعُ مُوسى الْحَدِيدِ مَواسٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
ومُوسى: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: هُوَ مُفْعَلٌ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه يَصْرِفُ فِي النَّكِرَةِ، وفُعْلى لَا يَنْصَرِفُ عَلَى حَالٍ، ولأَن مُفْعَلًا أَكثر مِنْ فُعْلى لأَنه يُبْنَى مِنْ كُلِّ أَفعلت، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ هُوَ فَعَلَى وَالنِّسْبَةُ إِليه مُوسَويٌّ ومُوسيٌّ، فِيمَنْ قَالَ يَمَنيٌّ. والوَسْيُ: الِاسْتِوَاءُ. وواساهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِي آسَاهُ، يُبْنَى عَلَى يُواسي. وَقَدِ اسْتَوْسَيْتُه أَي قُلْتُ لَهُ وَاسِنِي، والله أَعلم.
وشي: الْجَوْهَرِيُّ: الوَشْيُ مِنَ الثِّيَابِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ وِشاء عَلَى فَعْلٍ وفِعالٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَشْيُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ يَكُونُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:
حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ، حَتَّى تَهَوَّلَت ... بِزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْي النَّمارِقِ
يَعْنِي جَمِيعَ أَلوان الوَشْي. والوَشْيُ فِي اللَّوْنِ: خَلْطُ لوْنٍ بِلَوْنٍ، وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَامِ. يُقَالُ: وشَيْتُ الثوبَ أَشِيهِ وَشْياً وشِيَةً ووَشَّيْتُه تَوْشِيةً، شدِّد لِلْكَثْرَةِ، فَهُوَ مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى، وَالنِّسْبَةُ إِليه وَشَوِيٌّ، تَرُدُّ إِليه الْوَاوَ وَهُوَ فَاءُ الْفِعْلِ وَتَتْرُكُ الشِّينَ مَفْتُوحًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ الأَخفش الْقِيَاسُ تَسْكِينُ الشِّينِ، وإِذا أَمرت مِنْهُ قُلْتَ شِهْ، بِهَاءٍ تُدْخِلُهَا عَلَيْهِ لأَن الْعَرَبَ لَا تَنْطِقُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ أَن أَقلَّ مَا يَحْتَاجُ إِليه الْبِنَاءُ حَرْفان: حَرْفٌ يُبْتَدأُ بِهِ، وَحَرْفٌ يُوقَف عَلَيْهِ، وَالْحَرْفُ الْوَاحِدُ لَا يَحْتَمِلُ ابْتِدَاءً وَوَقْفًا، لأَن هَذِهِ حَرَكَةٌ وَذَلِكَ سُكُونٌ وَهُمَا مُتَضَادَّانِ، فإِذا وَصَلَتْ بِشَيْءٍ ذَهَبَتِ الْهَاءُ اسْتِغْنَاءً عَنْهَا. والحائكُ واشٍ يَشي الثَّوْبَ وَشْياً أَي نسْجاً وتأْليفاً. ووَشى الثوبَ وَشْياً وشِيةً: حَسَّنَه. ووَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه، ووَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه. والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ وَشى كلامَه: أَي كَذَبَ. والشِّيةُ: سوادٌ فِي بَيَاضٍ أَو بَيَاضٌ فِي سَوَادٍ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: الشِّيةُ كلُّ لَوْنٍ يُخَالِفُ مُعظم لَوْنِ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ، وأَصله مِنَ الوَشْي، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوله كالزِّنة وَالْوَزْنِ، وَالْجَمْعُ شِياتٌ. وَيُقَالُ: ثَوْرٌ أَشْيَهُ كَمَا يُقَالُ فَرَسٌ أَبْلَقُ وتَيْسٌ أَذْرَأُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشِّيةُ كلُّ مَا خالَف اللَّوْنَ مِنْ جَمِيعِ الْجَسَدِ وَفِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: شِيةُ الْفَرَسِ لوْنُه. وَفَرَسٌ حَسَنُ الأُشِيِّ أَي الغُرَّة وَالتَّحْجِيلِ، هَمْزَتَهُ بَدَلٌ مِنْ واوِ وُشِيٍّ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ ونَدَّرَه. وتَوَشَّى فِيهِ الشَّيْبُ: ظَهرَ فِيهِ كالشِّيةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
حَتَّى تَوَشَّى فِيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ
وقَلٌ مُتَوَقِّلٌ. وإِن اللَّيْلَ طَويلٌ وَلَا أَشِ شِيَتَه وَلَا إِشِ شِيَتَهُ أَي لَا أَسهره لِلْفِكْرِ وَتَدْبِيرِ مَا أُريد أَن أُدبره فِيهِ، مَنْ وشَيْتُ الثَّوْبَ، أَو يَكُونُ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِمَا يَجْرِي فِيهِ لِسَهَرِكَ فَتُرَاقِبُ نُجُومَهُ، وَهُوَ عَلَى الدُّعَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف صِيغَةَ إِشِ وَلَا وَجْهَ تَصْرِيفِهَا. وَثَوْرٌ مُوَشَّى القوائِم: فِيهِ سُعْفةٌ وَبَيَاضٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا شِيَةَ فِيها