أَنَّهُ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ سِتٌّ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، وَخَاصَّةُ أَحَدِكُمْ» يَعْنِي الْمَوْتَ.
«وَأَمْرُ الْعَامَّةِ» يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
٩٣٦ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابَاطٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِيكُمُ الْخَسْفُ، وَالْمَسْخُ، وَالْقَذْفُ» .
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
قَالَ: «نَعَمْ إِذَا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْأَرْبَعُ الْقَيْنَاتُ، وَالْمَعَازِفُ وَالْخُمُورُ وَالْحَرِيرُ» وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} الأنعام: ٦٥ ، قَالَ: هِيَ خِلَالٌ أَرْبَعٌ وَهُنَّ وَاقِعَاتٌ لَا مَحَالَةَ.
فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَأُلْبِسُوا شِيَعًا يَعْنِي الْأَهْوَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَاثْنَتَانِ وَاقِعَتَانِ لَا مَحَالَةَ: الْخَسْفُ وَالرَّجْفُ.
٩٣٧ - وَرُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَفَى عَنِ اثْنَيْنِ الْخَسْفِ وَالْمَسْخِ، وَبَقِيَ اثْنَانِ وَهُمَا الْأَهْوَاءُ وَالْبَأْسُ
وَرَوَى الْأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي الضُّحَى،، عَنْ مَسْرُوقٍ , قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَزَلَ دُخَانٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَأَخَذَ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ، وَأَبْصَارِهِمْ، وَأُخِذَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، قَالَ مَسْرُوقٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى قَاعِدًا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَهُ عِلْمٌ، فَسُئِلَ عَنْهُ فَلَقِيَهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} ص: ٨٦ ،