حدثنا أبو عبيدٍ قال: حدثناه أبو معاوية، عن أبي عاصمٍ الثقفي، عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: خرج رجلٌ من الإنس، فلقيه رجلٌ من الجن، ثم ذكر الحديث.
قال: فقيل لعبد الله: أهو عمر؟ فقال: ومن عسى أن يكون إلا عمر.
قال أبو عبيدٍ: قوله: ضئيلاً شيختاً: هما جميعاً النحيفُ الجسم الدقيق.
ومنه قيل للأفعى: ضئيلةٌ؛ لأنه ليس يعظم خلقها كسائر الحيات، قال النابغة:
فبت كأني ساورتني ضئيلةٌ ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
يعني الأفعى، وكذلك الشخت والشخيتُ: الدقيق، قال ذو الرمة "يصف الظليم":
شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدبٌ شوقبٌ خشب
فالجزارة: عنقه وقوائمه، وهي دقاقٌ كلها.
وقوله: إني منهم لضليعٌ. الضليعُ: العظيم الخلق.
وقوله: إلا خرج وله خبجٌ. الخبجُ: الضراط، وهو الحبج أيضاً - بالحاء-، وله أسماءٌ سوى هذين كثيرةٌ.