وقالَ آخرون: السنةُ عند العربِ أَربعةُ أزمنة (٨١) ٍ: فأَوَّلُها: (الوسميّ) ، والثاني: (الربيعُ) ، والثالثُ: (الصيفُ) ، والرابع، في لغةِ أهلِ الحجاز: (الخريفُ) ، وفي لغةِ تَمِيمٍ: (الحميمُ) .
ثُمَّ منازِلُ القَمَرِ
(٨٢)
فأَوَّلُها: مُؤَخَّرُ الدَّلْوِ: وهو أَوَّلُ الوسميّ، ثم الحُوتُ ثُمَّ الشَرَطُ، وبعضُهُم يقولُ: أَشْراط، وبعضُهم يقولُ: الشَرَطانِ. قالَ ذو الرُّمَّةِ (٨٣) يصفُ روضةً (٨٤) :
(حوّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ)
وقالَ العَّجاجُ (٨٥) :
(مِنْ باكِرِ الأَشراطِ أَشْراطِيُّ ... )
أضافَ إلى الأَشْراطِ، والواحدُ شَرَطٌ، وعرَّفَهُ يونسُ. وبعضُهُم يقولُ: (البَطْحُ) .
(٥ ب) قالَ أبو عبد الله (٨٦) : قالَ بعضُ أصحابنا: (النَّطْحُ) . أبو سعد (٨٧) لم يعرف (البطحَ) ، بالباءِ.
ثُمَّ (البَطْنُ) ، وبعضُ العربِ يقولُ: بُطَينٌ، فيُصَغِّرُ. ثُمَّ (النجم) : هو الثّريّا: ثمَّ (الدَّبَرانِ) (٨٨) ، ثُمَّ (الهَقْعَةُ) . فهذه منازِلُ كلِّ الوسميّ.
ثُمَّ أَوّلُ الربيعِ (الهَنْعَةُ) ، ثم (الذراعُ) ، ثم (النَّثْرَةُ) ، ثُمَّ (الطَّرْفُ) ، ثم (الجَبْهَةُ) ، ثم (الزُّبْرَةُ) ، ثُمَّ (الصَّرْفَةُ) : وإنّما سُمِّيَتْ صَرْفَةً لانصرافِ الشتاءِ. فهذِهِ منازِلُ كلِّ الربيعِ.
(٨١) أدب الكاتب ٨٦، التلخيص في معرفة أسماء الأشياء ٤٠١، الأزمنة والأنواء ١٠٣، صبح الأعشى ٢ / ٤٠٣.
(٨٢) الأنواء ٤، الأزمنة والأمكنة ١ / ١٩٩، المخصص ٩ / ٩.
(٨٣) ديوانه ٣٩٩، والذهاب: الأمطار فيها ضعف.
(٨٤) من المخصص ٩ / ١٠.
(٨٥) ديوانه ١ / ٥٠٥.
(٨٦) هو محمد بن الجهم، وقد سفلت ترجمته.
(٨٧) هو الأصمعي عبد الملك بن قريب، توفي سنة ٢١٦ هـ. (مراتب النحويين ٤٦، إنباه الرواة ٢ / ١٩٧) .
(٨٨) في الأصل: الديدان. وهو تحريف.