ومُخْدَرٌ أَيْضا.
قَالَ: وَأما الْخَدِرُ _ من الظِّباءِ _ فالْفاَترُ العِظَامِ.
قَالَ طَرَفَةُ:
(آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ ... )
قَالَ: وَيُقَال: أَخْدَرَه اللَّيْل _ إِذا حبَسَه.
قَالَ: والْخَدُورُ من الْإِبِل: الَّتِي تكون فِي آخر الْإِبِل.
الحرّانيُّ _ عَن ابْن السّكيت _: قَالَ: الْخَدَرُ: الغيْمُ والمَطَرُ وَأنْشد:
(لَا يُوقِدُونَ النَّارَ إلَاّ بِسَحَرْ ... ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إلَاّ بِالْبَعَرْ)
(وَيَسْتُرُونَ النَّارَ مِنْ غَيْرِ خَدَرْ ... )
يَقُول: يَسْتُرُونَ النَّار مخافَةَ الأضياف من غيْرِ غَيْم وَلَا مطر.
وأنشدني عُمَارَةُ لنَفسِهِ:
(فِيهِنَّ جَائِلَة الْوِشَاحِ كَأَنَّهَا ... شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإخْدَارُ)
((أَكَلَّهَا)) : أَبْرَزَهَا، وأصلُه من ((الانْكِلَالِ)) ، وَهُوَ التَّبَسُّمُ.
وَقَالَ آخرُ _ يصف نَاقَة:
(ومَرَّتْ عَلَى ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً ... وَقَدْ رَفَعَتْ أذْيَالَ كُلِّ خَدُورِ)
الْخَدُورُ: الَّتِي تخلَّفَتْ عَن الْإِبِل فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى الَّتِي تَسِيرُ سارَتْ مَعهَا. ومِثْلُهُ:
(واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُهَا الْخَدُورَا ... )
وَقَالَ آخر:
(إذْ حَثَّ كُلُّ بَازِلٍ ذَقُونِ ... حَتَّى رَفَعْنَ سِيرَةَ اللجُونِ)
وَقَالَ اللَّيْث: يومٌ خَدِرٌ: شديدُ الحَرِّ.
وَأنْشد:
(وَمَكانٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُهُ ... كالْمَخَاضِ الجُرْبِ فِي الْيَوْمِ الْخَدِرْ)
وَيُقَال: خَدِرَ النَّهارُ _ إِذا لم يتَحَرَّك فِيهِ رِيحٌ، وَلَا يُوجَدُ فِيهِ رَوْح.
قُلْتُ أَرَادَ ب ((الْيَوْمِ الْخَدِرِ)) اليومَ الْمَطِيرَ. . ذَا الغَيم _ كَمَا قَالَ ابنُ السِّكِّيت.
وَإِنَّمَا خَصَّ ((اليومَ المطيرَ)) لِلمَخَاضِ الْجُرْبِ، لِأَنَّهَا إِذا جَرِبَتْ آذَاهَا النَّدَى والبَرْدُ فَلم تَقِرَّ فِي مَكَان، وَلم تَسْكُنْ.
وَذَلِكَ أَنَّ الإبلَ إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ عَنْهَا أَوْبَارُهَا، فالْبَرْدُ إِلَيْهَا أَسْرَعُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَدَرُ امْذِلَالٌ يَغْشَى الرِّجْلَ والْيَدَ والْجَسَدَ.
وَقد خَدِرَتْ الرِّجْلُ تَخْدَرُ.
والْخَدَرُ _ من الشَّرَاب والدَّواء _ فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَعْفٌ.
قَالَ: والْخُدَارِيُّ: الأسودُ الشَّعر ونَحْوُه حتَّى العُقَابُ الْخُدَارِيَّةُ، والجارِيَةُ الْخُدَارِيَّةُ الشَّعْر.
أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْلٌ خُدَارِيٌّ: مُظْلِم
وَقَالَ الأصمعيُّ: الْخَدَرُ: الظُّلْمَةُ، وَمِنْه قِيلَ لِلْعُقَاب: خُدَارِيَّةٌ _ لِشِدَّة سوادِها.
وَقَالَ العَجَّاج:
(وخَدَرَ اللَّيْلِ فَيجْتَابُ الْخَدرْ ... )
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: أصلُ ((الخُدَاريِّ)) : أَنَّ الليلَ يَخْدِرُ الناسَ _ أَي: يَلْبَسُهم. وَمِنْه قيل للأَسَد: خَادِرٌ.