يَوْم الْقِيَامَة، وَلَا يزكيهم) ، قَالَ: قلت: وَمن هم خابوا وخسِروا؟ فَأَعَادَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات: المُسبل والمَنَّان والمُنفِّق سلْعَته بِالْحلف الْكَاذِب.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المسبلُ: الَّذِي يطوّل ثَوْبه ويرسله إِلَى الأَرْض وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ النَّضر رِوَايَة أبي دواد.
قَالَ الْفراء فِي قَوْله: {فَضَلُّواْ فَلَا يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} (الْإِسْرَاء: ٤٨) ، قَالَ: لَا يَسْتَطِيعُونَ فِي أَمرك حِيلَة.
وَقَوله عز وَجل: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمرَان: ٧٥) ، كَانَ أهل الْكتاب إِذا بايعهم الْمُسلمُونَ قَالَ بَعضهم لبَعض: لَيْسَ للأميين يَعْنِي للْعَرَب حُرمة أهل ديننَا، وَأَمْوَالهمْ حِلٌّ لنا.
وَقَالَ اللَّيْث: السَّبُولة: هِيَ سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزّ وَنَحْوه: إِذا مَالَتْ.
وَيُقَال: قد أَسْبَلَ الذرعُ إِذا سَنْبَل. والفرسُ يُسْبِل ذَنَبه، والمرأةُ تُسْبِل ذَيْلَها.
قَالَ: والسَّبَلَةُ: مَا على الشَّفَة العُلْيا من الشَّعر بِجمع الشارِبَين وَمَا بَينهمَا. والمرأةُ إِذا كَانَ لَهَا هُناك شعر قيل: امرأةٌ سَبْلاء، والسَّبَلُ: المطرُ المُسبِل.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: السَّبَلُ: أطرافُ السُّنْبُل.
وَيُقَال: أَسبَلَ فلانٌ ثيابَه: إِذا طوَّلها وأرسلَها إِلَى الأَرْض.
وأَسبَلَت السحابة: إِذا أَرْخَتْ عَثانينَها إِلَى الأَرْض.
قَالَ اللّيث: يُقَال: سَبَلٌ سابِلٌ، كَقَوْلِك: شِعْر شَاعِر؛ اشتَقّوا لَهُ اسْما فَاعِلا.
وَفِي الحَدِيث: (إِنَّه وافر السَّبَلة) .
قَالَ أَبُو مَنْصُور: يَعْنِي الشعرات الَّتِي تَحت اللَّحْي الْأَسْفَل.
والسَّبلةُ عِنْد الْعَرَب: مقدَّم اللِّحْيَة، وَمَا أسبل مِنْهَا على الصَّدْر.
يُقَال للرجل إِذا كَانَ كَذَلِك: رجل أسْبَلُ ومسَبَّل.
والسابلةُ: المختلفةُ فِي الطُّرُقات فِي حوائِجهم والجميع السَّوابل.
وَقَالَ غيرُه: السَّبلةُ: مقدَّم اللِّحْية، ورجُلٌ مُسَبَّلٌ: إِذا كَانَ طويلَ اللِّحية، وَقد سُبِّل تَسْبيلاً كَأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلةً طَوِيلَة.
وَيُقَال: جَاءَ فلانٌ وَقد نشرَ سَبَلَته: إِذا جَاءَ يتوعَّد، وَقَالَ الشَّمّاخ:
وجاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّها بقَضيضها
تُنَشِّرُ حَوْلِي بالبقيعِ سِبَالَها
وَيُقَال للأعداء: هم صُهْبُ السِّبال، وَمِنْه قولُه:
فظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسي
واعتناقِي فِي القوْمِ صُهْبَ السِّبالِ
وَقَالَ أَبُو زيد: السَّبلة: مَا ظَهَر من مقدَّم اللِّحية بعد العارِضين. والعُثْنُون: مَا بَطَن.