خطأ مقولة أن أعلى مراتب كلمة التوحيد أن لا موجود بحق إلا الله
السُّؤَالُ
ـما حكم من يقول أن لا إله إلا الله تبدأ بتحقيق لا معبود بحق إلا الله وأعلى مراتبها أن لا موجود بحق إلا الله؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نفي وجود ما سوى الله ليس من التوحيد في شيء، فالله تعالى قد تعبدنا بالتأمل في آياته الكونية الدالة على عظمته وقدرته ونهانا عن تعظيم وعبادة المخلوقات ولم يطلب منا اعتقاد عدم وجودها.
فقد قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {فصلت:٣٧}
وقال تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {البقرة:١٦٤}
فالمطلوب من العباد تحقيق عبادة الله والبعد عن عبادة ما سواه كما قال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:٢٥٦}
وفي حديث مسلم: من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله.
وهذا الكلام المذكور فيه شبه بكلام أهل وحدة الوجود وهي عقيدة كفرية، وراجع في شأنها الفتاوى التالية أرقامها: ١١٥٤٢، ٤٠٣٥٢، ١٠٠٩٥٤.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٥ جمادي الأولى ١٤٢٩