السلفية تعريفها ومنهجها وموقفها من الجماعات الأخرى
السُّؤَالُ
ـالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من حضرتكم إفادتي بمعلومات حول السلفيين، منهاجهم في العمل وموقفهم من الآخرين من الجماعات الإسلاميةـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسلفية نسبة إلى السلف الصالح، وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة، كما جاء في الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
فمن سار على نهجهم واقتفى أثرهم، فهو سلفي.
وعماد المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا، وفهما وتطبيقا، وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه، أما من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج، والروافض، والمعتزلة، والمرجئة، والجبرية، وسائر الفرق الضالة، فهو خارج من السلفية، بل خارج عليها.
قال عليه السلام: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. متفق عليه.
وأشهر الحركات السلفية الإصلاحية الحديثة: حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد دعت إلى تنقية مفهوم التوحيد، وحاربت الشرك ووسائله ودعاته، وتصدت لشطحات الطرق الصوفية، وقضت على البدع والخرافات، وأحيت فريضة الجهاد.
وهناك جمعية أهل الحديث، وهي من أقدم الجمعيات والجماعات الإسلامية في شبه القارة الهندية، ومن مقاصدها: تصفية الإسلام من البدع والخرافات، واتباع منهج السلف الصالح في العلم والعمل، ونبذ التعصب المذهبي.
وهناك جماعة أنصار السنة المحمدية، قامت في مصر أولا، ثم انتشرت في غيرها على أساس التوحيد الخالص والسنة الصحيحة وتطهير الاعتقاد ونبذ البدع والخرافات شرطا لعودة الخلافة، والنهوض بالأمة الإسلامية.
من خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية، ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها، فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات، وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء وللافتات
وأما موقف الجماعة السلفية من الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الإسلامية: فلا يعدو موقف المسلم من المسلم من حيث كونهم في خندق واحد، فهم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وهم يقبلون الحق من محسنهم، ويتجاوزون عن مسيئهم، ويسعون إلى تأليف القلوب وجمع الكلمة وإخراج الأمة من الحزبيات الضيقة والولاءات المحدودة، إلى فضاء الإسلام وسعته وشموله على قاعدة: يوالى الرجل ويحب على قدر دينه، ويعادى ويبغض على قدر معصيته.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠١ رمضان ١٤٢٤