حول قراءة الملائكة للقرآن، وقيامهم بإنفاذ قدر الله في الكون
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم
أنا أبعث بسؤالي لعلي أجد إجابة من أهل العلم وهو: هل يوجد ملائكة تقرأ القرآن لأن القرآن نزل لأهل الأرض؟ ومن هم في حال كانت الإجابة بنعم؟ ومن هم الملائكة الذين يعنون بتحريك السماء؟ وما هو السبب في أن طبقات الغلاف الجوي هي واحدة باردة والأخرى ساخنة؟ فلماذا لا تكون جميعها ساخنةأو باردة؟
وبارك الله فيكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نطلع على نص من الكتاب أو السنة، يقول إنه توجد ملائكة تقرأ القرآن الكريم. وعلى المسلم أن يقتصر في أمور الغيب على ما جاء به الوحي؛ لأنه السبيل إلى معرفة الغيب.
وقد جاءت نصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن الملائكة عباد مكرمون، خلقوا من نور، لا يأكلون ولا يشربون، يعبدون الله تعالى بأنواع العبادات. قال الله تعالى: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ الأنبياء:١٩، ٢٠ .
وعبادة الملائكة لا تقتصر على تسبيح الله تعالى وتمجيده والسجود له. وإنما تشمل كذلك تنفيذ أوامره وإرادته سبحانه وتعالى، بتدبير أمور الكون، ورعايته بكل ما فيه من مخلوقات وما فيه من حركة ونشاط، وما فيه من قوانين ونواميس، وإنفاذ قدر الله تعالى وفق قضائه في هذه المخلوقات كلها.
فمنهم الموكلون بالسماوات والأرض، وكل حركة في العالم تدخل في اختصاصهم، كما قال سبحانه وتعالى: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا النازعات:٥ ، وقال تعالى: فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً المرسلاات:٤ .
ومنهم الموكلون بالشمس والقمر والأفلاك والجبال والسحاب والمطر وبالنطفة ...
وفي ما يخص القرآن الكريم فإنه نزل لإخراج الناس من ظلمات الشرك والجهل والكفر، إلى نور العلم والإيمان والمعرفة، كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور إبراهيم:١ .
فالقرآن نزل لإسعاد الناس جميعًا من هم في حال النعم ومن هم في حال البؤس، فالجميع مخاطبون بهذا القرآن.
وأما برودة طبقات الغلاف الجوي وحرارتها، فإن ذلك راجع إلى اختلاف كل طبقة، فالطبقات الباردة تتراكم فيها السحب والغيوم، وتتردد فيها تيارات الهواء فيسبب لها ذلك البرودة، وأما الطبقة الحارة فتقل فيها السحب والغيوم فتباشرها أشعة الشمس فتنتج عن ذلك الحرارة.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ جمادي الأولى ١٤٢٤