ما في الإنجيل من حق فهو ملتبس بالباطل
السُّؤَالُ
ـهل تم تحريف الإنجيل كله؟ وإذا لم يكن، فما هي الأجزاء التي حرفت؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما هو موجود اليوم من الإنجيل لا يسلم من الزيادة والنقص والتبديل والتغيير، وبالتالي، فما فيه من حق قد التبس بالباطل، ولا يمكن تمييزه إلا بالرجوع إلى شرعنا المحفوظ من التحريف والتبديل.
قال تعالى: ِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر:٩ .
وقال تعالى: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ الأنعام: ٣٨ .
وما سلم من التحريف فلا حاجة للمسلم للنظر فيه لكون القرآن أتى ناسخا ومهيمنا على ما سبق من الكتب.
قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ المائدة: ٤٨ .
ومن الجدير التنبيه عليه: أن الله تعالى شهد على أهل الكتاب بالتحريف والتغيير لما بين أيديهم من الكتب السماوية.
قال تعالى: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة:٧٥ .
وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ البقرة:٧٩ .
وراجع الأجوبة التالية: ٢١٠٥، ٨٢١٠، ١٤٧٤٢، ٢٠٧٠٦.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٨ شوال ١٤٢٤