لا بأس بالاختلاف في الفروع مع الأدب بعد الاجتماع على الأصول
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم
يوجد الآن اختلاف كبير بين العلماء في مسألة التكفير وقد وصل بهم الأمر إلى التشهير ببعضهم البعض على المنابر وفي المحاضرات ونحسبهم جميعاً على خير لأنهم يتبعون السلف في العقيدة وطلب العلم ولكنهم مختلفون أشد الاختلاف في مسألة التكفير هذه فما هو الواجب علينا وأي الفريقين نتبع؟ مع العلم بأن كل منهم يعتبر الآخر من الفرق الضالة.
أن موضوع التكفير لا يعنيني بالمرة ولكن الذي يحز في نفسي هو درجة الخلاف الشديد أفيدونا جزاكم الله خيراً.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن مسألة التكفير وضوابط ذلك، في الفتاوى التالية أرقامها: ٧٢١، ٣٨٦٩، ٨١٠٦، ١٢٨٨٣، ١٢٨٠٠، ١٩٧٧٣.
وتقدم الكلام عن الاختلاف والطعن والتشهير بين المنتسبين إلى الدعوة والحركات الإسلامية، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: ١٠١٥٧، ٤٤٠٢، ١٣٤١١، ١٥٧٠١، ١٦٣٨٧، ٢٦٣٥٠.
أما قول السائل فماذا يجب علينا وأي الفريقين نتبع؟ فجوابه: أن الواجب عليكم هو جمع الناس على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والمهم هو الاجتماع على الأصول الكليات والقطعيات، ولا بأس بعد ذلك بالاختلاف في مسائل الفروع والظنيات، مع وجوب مراعاة آداب الخلاف.
وأما عمن تتبعون، فإنكم لم تبينوا لنا ماذا يقول هؤلاء؟ وماذا يقول هؤلاء؟ ولكن نقول عليكم بعرض هذا الخلاف على العلماء الربانيين، فهم الذي يهمهم جمع كلمة المسلمين وتوحيدهم على الهدى.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٨ ذو القعدة ١٤٢٣