الحكمة من إرسال الرسل
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم
في حقيقة الأمر ليس سؤالا ولكنه أشبه بتحدي يفرضه شاب غيور على دينه ... وبدون إطالة أسرد الوقائع: حدثني صديق لي عن ابن عمه وكم أثنى على علمه وبديهته وقوة إيمانه ثم عاد ليخبرني أن ابن عمه هذا قد أصبح ملحدا بعد عودته من ألمانيا..فطلبت من صديقي أن يحاول هدايته أو مناقشته لعل الله يهديه على يدك..فسخر مني صديقي وقال إنه ليس من السهل مناقشته فهو جد متمكن، وطرح علي هذا السؤال الذي لم أجد له حلا واعتبره دون تردد شركا:\" إن كان الله قادرا فلماذا أرسل محمدا ليرجو عباده كي يعبدوه\".. اللهم اغفر لي وللمؤمنين جميعا وأسالك الهداية والثبات.
أكون شاكرا لكم إن تكرمتم وأجبتم على هذا السؤالـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله لم يرسل الرسل لدعوة الناس إلى عبادة الله لحاجته إليهم، بل هو القادر سبحانه أن يعبد أهل الأرض كرها كلهم أجمعين. قال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ {يونس: ٩٩}
ولكن الله أرسل الرسل ليقيموا الحجة على الناس فينقطع عذرهم، فلا يدعي أحد أن الدعوة إلى عبادة الله لم تبلغه. قال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ {النساء: ١٦٥} وانظر الفتوى رقم: ٣٨٨١٩.
هذا، وعلى صديقك الفرار بدينه وعدم مجالسة ذلك الملحد حتى لا تصيبه عدوى الإلحاد، فإن صحبة أهل الشك والارتياب مردية، وقد كان السلف يحذرون من صحبة أهل البدع حتى لا تنطلي بدعهم على من لا علم عنده، فكيف بمجالسة الملحدين.
كما ننصحكما بالبدء في طلب العلم النافع وخاصة العقيدة، وانظر برنامجا لطلب العلم للمبتدئين في الفتوى رقم: ٥٩٧٢٩.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٦ رجب ١٤٢٦