التوفيق بين قوله تعالى (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) وعذاب القبر
السُّؤَالُ
ـشيخنا الكريم لدي استفسار قد حيرني منذ فترة. كنت قد قرأت الآية الكريمة من سورة يس {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا. هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} والظاهر من الآية أنهم قد أفاقوا كما لو كانوا في حالة سبات أو نوم عميق. لكن في المقابل؛ هناك آية عن آل فرعون بسورة غافر {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} ... كما لا ننسى الأحاديث النبوية الصحيحة عن عذاب القبر للعصاة والمذنبين وفي المقابل نعيم القبر للصادقين والمتقين من المؤمنين.
هلا أوضحت لي كيفية الربط بين الآية الكريمة في سورة يس والآية الكريمة في سورة غافر والأحاديث الصحيحة عن عذاب القبر نعوذ بالله منه ونعيم القبر نسأل الله أن نكون من المتقين فنناله؛ وبالتالي إزالة الالتباس لدي؟ جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نعيم القبر وعذابه ثابت بالكتاب والسنة, وقد بينا ذلك بالتفصيل والأدلة في الفتوى رقم: ٢١١٢، ١٠٥٦٥، نرجو الاطلاع عليهما.
وبخصوص الآية الكريمة المذكورة وما ورد من النصوص في عذاب القبر فإنه لا تعارض بينهما.
وتوضيح ذلك أن الكفار يقولون عندما يبعثون من قبورهم للحشر: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا. إنما يقولون ذلك لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون، فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة للحشر وعاينوا القيامة وأهوالها دعوا بالويل وقالوا من بعثنا.
هذا ما ذكره أهل العلم من المفسرين، وقال بعضهم: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كأنه نوم وراحة.
وانظر المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم: ٣٣٥٨٧.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٥ جمادي الأولى ١٤٢٧