منكر ونكير واسوداد وجه الكافر
السُّؤَالُ
ـالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
من هم منكر ونكير، وما هي أصل تسميتهما، وما هي صفاتهما، وكيف يكون شكلهما للإنسان المؤمن والكافر في القبر، وهل هما مخصصان لكل إنسان وما هي أسئلتهما, وهل يسألان الإنسان الشهيد, وماهي فترة تواجد الإنسان معهما هل هي حياة البرزخ, وهل عذاب القبر يكون جسديا أم روحيا، وإن كان جسديا فكيف يتعذب فرعون لعنة الله عليه, هل عند موت الإنسان على الكفر والعياذ بالله هل يتغير لون جسده ويصبح أسود أو لا يشترط ذلك؟ جزاكم الله خيراً.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن منكراً ونكيراً هما الملكان اللذان يسألان العباد بعد خروجهم من الدنيا، وسبب تسميتهما هو نكارة العبد المسؤول لهما وعدم معرفته ورؤيته في السابق لمثل شكلهما، كذا قال المناوي والمباركفوري.
وأما صفتهما فهما أسودان أزرقان كما ثبتت الأحاديث بذلك، ذكر ابن حجر في الفتح رواية عن الطبراني في الأوسط في بيان صفتهما قال فيها: أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها. انتهى.
وظاهر كلام المناوي أنهما يأتيان بنفس الصفة للمسلم والكافر، ولا مانع أن يكون الملكان نفسهما هما اللذان يسألان كل ميت كما أن ملك الموت هو الذي يقبض روح كل ميت، علما بأنا لم نطلع على نص يصرح بذلك.
وأما عذاب القبر فيقع على الروح والجسد كما رجح ابن تيمية رحمه الله، وقد ثبتت النصوص المفيدة لعذاب القبر ولقدرة الله تعالى، فعلى المسلم أن يصدق بذلك ويوقن أن الله تعالى لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، فهو قادر على تعذيب فرعون بالنار وبما شاء، ولو كانت جثته ماثلة بين أيدينا، فعلى المسلم التصديق بما ثبت في الوحي ولو لم يشاهد وقوعه فعلاً، ولا يحكم عقله القاصر في المغيبات.
وأما اسوداد وجه من مات على الكفر عند موته فلا نعلم فيه نصاً، علماً بأنه يذكر الناس وقوعه كثيراً، ولكن الثابت في النص هو اسوداد وجهه يوم القيامة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه كذا قال ابن كثير والقرطبي، ويدل له قول الله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {الزمر:٦٠} ، وراجع في بقية السؤال وللمزيد الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٢٤١٥، ١٥٢٦٩، ١٦٧٧٨، ٣٥٧٩٩، ٢١١٢، ٤٣١٤، ٢٧٣٤٠، ٤٨٣٠٨.
وراجع كتاب الروح لابن القيم، وشرح الطحاوية.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٣ رجب ١٤٢٦