العذاب البرزخي كائن قبر المعذب أم لم يقبر
السُّؤَالُ
ـهل تتم محاسبة الميت بعد خروج الروح مباشرة أم بعد الدفن حتى لو دفن بعد يومين أو ثلاثة؟ وإذا كان بعد خروج الروح فما معنى الحديث الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال استغفروا لأخيكم إنه الأن يسأل...... وجزاكم الله عنا خير الجزاءـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الميت يسأل في قبره
روى أبو داود في سننه والحاكم وصححه من حديث عثمان رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفرو الأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) . ويمكنك أن تراجع المزيد عن الموضوع في الفتوى رقم: ٢٥٧٦.
واعلم أن أمور القبر وسؤال الملكين وما مع ذلك من عذاب أو نعيم هي من المغيبات التي لا يمكن الاجتهاد فيها، بل الواجب فيها التوقف عندما وجد منصوصا.
ويجب الإيمان بأن من أراد الله له العذاب في الفترة البرزخية فلا بد أن يعذب سواء قبر أو لم يقبر. قال محمد السفياني رحمه الله في كتابه لوامع الأنهار البهية:" من لم يدفن من مصلوب ونحوه يناله نصيبه من فتنة السؤال وضعطة القبر. قال الإمام المحقق في كتاب الروح: مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر. فلو أكلته السباع أو حرق حتى صار رمادا أو نسف في الهواء أو غرق في البحر وصل إلى روحه من العذاب وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور ".
وأما متى يكون هذا السؤال بالتحديد وهل يتأجل عن الميت الذي تأخر دفنه أولا، فذاك مما لا نستطيع الجواب عنه.
والله أعلم
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٥ ربيع الأول ١٤٢٥